Udaba Carab Fi Acsur Cabbasiyya
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genres
يا بيت عاتكة الذي أتعزل
حدر العدى وبك الفؤاد موكل
16
إني لأمنحك الصدود وإنني
قسما إليك مع الصدود لأميل
ورووا أن سفيان لما قتله ومثل به، قال: «ليس علي في هذه المثلة
17
بك حرج؛ لأنك زنديق، وقد أفسدت الناس.» وإن المهدي كان يقول: «ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع.» وذكروا أنه عارض القرآن وصاحب المتهمين في دينهم.
فمن هنا يتضح أن زندقة ابن المقفع لا تقوم على دليل من آثاره، وإنما تقوم على أقوال الرواة والمؤرخين، على أنه غير عجيب أن يكون ابن المقفع زنديقا وهو حديث العهد بالإسلام، لم يزل يحن إلى ديانته الأولى، تلك التي نشأ عليها، وانتحلها معظم حياته، وهو لم يسلم إلا حفاظا على كرامته، وطمعا في الشهرة والجاه، وتقربا إلى مواليه العباسيين.
غير أن أعداءه عجزوا عن إثبات زندقته؛ لأنه اعتصم بالتقية فلم يجاهر بكفره، ولعله كان يتنصل من الكتب التي بث فيها آراء الزنادقة، وطمست فلم تصل إلينا، ولو استطاعوا إثبات زندقته لما عمد المنصور إلى اغتياله سرا، بل كان مثل به على رءوس الأشهاد.
Unknown page