بْنُ بَكَّار، حَدَّثَنَا قَيْسٌ (١)، عَنْ زُبَيد (٢)، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجة، عَنِ البَرَاء بْنِ عازِب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم» (٣)
_________
(١) هو قيس بن الربيع الأَسَدي، أبو محمد الكوفي، صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، من السابعة، مات سنة بضع وستين ومائة. التهذيب (٨/٣٥٠-٣٥٣)، والتقريب (٤٥٧/ت٥٥٧٣) .
(٢) هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليَامي.
(٣) إسناده ضعيف فيه:
قيس بن الربيع، وهو صدوق لكنه تغير بعد ما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديث فحدث به، وقد خولف في هذا الإسناد كما يأتي.
وأحمد بن محمد بن الحسن بن مِقسم لين الحديث ضعيف.
أخرجه البغوي في "الجعديات" (٢/٩١/ح٢٠٩٦-الخانجي-)، والحاكم (١/٥٧٥)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٤/٢٦١) من طريق محمد بن بكار به.
قلت: وقد خالف قيسَ بن الربيع في هذا الإسناد جماعةٌ منهم: الأعمش، وشعبة، ومالك بن مِغْوَل، ومنصور، وأبو إسحاق، ومحمد بن طلحة، والحسن ين عبيد الله، وعبد الرحمن بن زُبَيد اليامي وغيرهم، فرَوَوْه عن طلحة ابن مُصَرِّف اليامي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسجة، وروايتهم هي المحفوظة.
أما حديث الأعمش فأخرجه أحمد (٤/٢٨٣)، وأبو داود (٢/١٥٥/ح١٤٦٨) كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي (٢/٥٢١/ح١٠١٤) كتاب الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، والحاكم
(١/٥٧٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/٥٣) .
وحديث شعبة أخرجه النسائي (٢/٥٢١-٥٢٢/ح١٠١٥) كتاب الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت،
وابن ماجه (١/٤٢٦/ح١٣٤٢) كتاب إقامة الصلاة، باب في حسن الصوت بالقرآن، والحاكم (١/٥٧٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/٥٣) .
وحديث مالك بن مغول أخرجه الحاكم (١/٥٧١) .
وحديث منصور أخرجه الدارمي (٢/٤٧٤)، والحاكم (١/٥٧١-٥٧٢) بلفظ: «زيّنوا أصواتكم بالقرآن» .
وحديث أبي إسحاق أخرجه الحاكم (١/٥٧٢) .
وحديث محمد بن طلحة أخرجه أحمد (٤/٢٨٥)، والحاكم (١/٥٧٣) مطوّلًا.
وحديث الحسن بن عبيد الله أخرجه النسائي في "أماليه" (ص٩١)، والحاكم (١/٥٧٣) .
وحديث عبد الرحمن بن زُبيد اليامي أخرجه الحاكم (١/٥٧٣) .
هذا فقد أخرج الحاكم (١/٥٧٢) من طريق جَنْدَل بن والِق، ثنا قيس بن الربيع، ثنا زُبَيد بن الحارث، عن طلحة بن مصرّف به مثل رواية الجماعة.
ولكن خالف قيسًا جريرُ بن حازم فرواه عن زُبيد بن الحارث، عن طلحة بن مصرّف، ولم يذكر قوله:
«زينوا القرآن بأصواتكم»، فلعل هذا من تخليط قيس بن الربيع، ويحتمل أن يكون الخطأ من جَنْدَل بن والق الذي روى عن قيس؛ لأنه صدوق يغلط ويصحّف كما قال الحافظ في "التقريب" (١٤٣/ت٩٧٩)،
وقد خالفه محمد بن بكار أيضًا في هذا الإسناد -وهو ثقة-، فرواه عن قيس بن الربيع، عن زُبيد، عن
ابن عوسجة، بدون ذكر طلحة، كما تقدم.
فعلى هذا تبقى رواية الجماعة هي المحفوظة الصحيحة وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
1 / 30