195

Turath Fi Tafsir

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Investigator

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Publisher

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرباط

وخطاب لبقية المعفو عنهم، لينتهي الأمر فيهم إلى غاية يترجى معها لبقيتهم الشكر. قاله الْحَرَالِّي. ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ قال الْحَرَالِّي: وهو ظهور بركة الباطن على الظاهر، يقال: دابة شكور، إذا أنجح مأكلها بظهور سمنها، وفيه إشعار بأن منهم من يشكر، وفيهم من يتمادى، بما في ترجي كلمة ﴿لَعَلَّ﴾ من الإبهام المشعر بالقسمين، والمهيئ لإمكان ظهور الفريقين، حتى يظهر ذلك لميقاته، لأن كل ما كان في حق الخلق ترددًا، فهو من الله، سبحانه، إبهام لمعلومه فيهم، على ذلك تجري كلمة لعل وعسى ونحوها - انتهى. وقال الْحَرَالِّي: لما ذكر، تعالى، أمر موسى، ﵇، وهو خاص أمرهم، فصل لهم أمر ما جاء به موسى وما كان منهم فيما جاء به - انتهى. ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ قال الْحَرَالِّي: فقررهم على أمرين: من الكتاب الذي فيه أحكام الأعمال، والفرقان الذي فيه أمر العلم، وهما ملاك حال إقامة الدين بالعلم والعمل. "وَالْفُرْقَانَ": فعلان لفظ مبالغة، يفهم استغراقا وامتلاء وعظما فيما استعمل فيه، وهو في هذا اللفظ من الفرق، وهو إظهار ما ألبسته الحكمة الظاهرة للأعين بالتبيان لفرقان لبسه بما تسمعه الأذن، وجاء فيه بكلمة "لعل" إشعارا بالإبهام في أمرهم، وتفرقتهم بين مثبت لحكم الكتاب

1 / 216