129

Turath Fi Tafsir

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Investigator

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Publisher

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرباط

منه تلاوة عبده كلامه، وجعلها منه حمدا وثناء وتمجيدا، وجاءت هذه الآيات على لسان خلقه، فكان ظاهرها التزام عهد العبادة، وهو ما يرجع إلى العبد، وعمادها طلب المعونة من الله سبحانه، وهو ما يرجع إلى الحق، فكانت بينه وبين عبده وتقدمت بينيته تعالى لأن المعونة متقدمة على العبادة وواقعة بها، وهو مجاب فيما طلب من المعونة، فمن كانت عليه مؤنة شيء فاستعان الله فيها على مقتضى هذه الآية جاءته المعونة على قدر مؤنته، فلا يقع لمن اعتمد مقتضى هذه الآية عجز عن مرام أبدا، وإنما يقع العجز ببخس الحظ من الله تعالى، والجهل بمقتضى ما أحكمته هذه الآية، والغفلة عن النعمة بها، وفي قوله: "نعبد" بنون الاستتباع إشعار بأن الصلاة بنيت على الاجتماع. انتهى. ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال الْحَرَالِّي: مرجع الضال إلى ما ضل عنه، والصراط الطريق الخطر السلوك. والآية من كلام الله تعالى، على لسان العلية من خلقه، وجاء مكملا بكلمة "ال" لأنه الصراط الذي لا يضل بمهتديه لإحاطته ولشمول سريانه وفقا لشمول معنى الحمد في الوجود كله، وهو الذي تشتت الآراء وتفرقت الفرق بالميل إلى واحد من جانبيه، وهو الذي ينصب

1 / 150