Tupiqa li-Aristutalis
طوپيقا لأرسطوطاليس
Genres
وإن وضعت المسألة جزئية، لا كلية، فإن أولى المواضع التى وصفناها كلية، مثبتة أو مبطلة، نافعة كلها. وذلك أنا إذا أثبتنا إثباتا كليا أو أبطلنا، نكون بينا أيضا تبيينا جزئيا. وذلك أن الشىء إن كان يوجد للكل، فقد يوجد لواحد أيضا. وإن كان لا يوجد ولا لواحد، فليس يوجد لواحد. — إلا أن أشرف المواضع وأعمها التى من المتقابلات ومن النظائر ومن التصاريف. وذلك أن قولنا: إن كانت كل لذة خيرا، فكل أذى شر، قول شبيه فى الشهرة بقولنا: إن كانت لذة ما خيرا، فأذى ما شر. وأيضا إن كانت حاسة ما ليست قوة، فعدم حاسة ما ليس هو لا قوة. وإن كان مظنون ما معلوما، فظن ما علم. وأيضا إن كان شىء ما يجرى على جهة الجورخيرا، فجور ما خير. وأيضا إن كان شىء من الجور شرا، فشىء من العدل خير. وإن كان شىء مما يلتذ متجنبا، فلذة متجنبة. وعلى ذلك المثال، إن كان شىء مما يلتذ به نافعا، فلذة ما خير. وكذلك يجرى الأمر فى الأشياء المفسدة، وفى الكون والفساد؛ وذلك أنه إن كان شىء من الأشياء، وهو مفسد للذة أو العلم، خيرا، فلذة ما أو علم ما يكون من السرور. وكذلك إن كان فساد ما لعلم من الخير، وكونه من الشر، فعلم ما يكون من الشرور. مثال ذلك أنه إن كان نسيان ما يفعله إنسان من الناس الشر خيرا أو تذكره شرا، فلا علم بما يفعله إنسان من الناس من الشر شر. وكذلك يجرى الأمر فى الباقية: وذلك أن الشهرة فى جميعها تجرى مجرى واحدا.
وأيضا الموضع الذى من الأكثر والأقل وما هو على مثال واحد. وذلك أنه إن كان شىء من الأشياء فى حال من الأحوال أكثر مما هو من جنس آخر، ولم يكن شىء من تلك بهذه الحال، فليس المذكور أيضا يكون بتلك الحال — مثال ذلك أنه إن كان علم ما خيرا أكثر من اللذة، ولم يكن علم من العلوم خيرا، فليس لذة ما أيضا تكون خيرا. وكذلك أيضا ما يوجد من الأقل وما يجرى على مثال واحد. وذلك أنه قد يمكن أن نثبت بها وأن نبطل. غير أن الأمرين جميعا ممكنان من الذى يجرى على مثال واحد. فأما من الأقل فليثبت، لا للابطال. وذلك أنه إن كانت قوة ما خيرا على مثال ما عليه علم ما، وكانت توجد قوة ما خيرا، فعلم ما يوجد كذلك. وإن لم يوجد ولا قوة واحدة خيرا، فليس يوجد ولا علم واحد خيرا. وإن وجدت قوة واحدة خيرا أقل من علم، وكانت توجد قوة ما خيرا، فقد يوجد علم ما إذا خيرا. وإن لم توجد ولا قوة واحدة خيرا، فليس يجب ضرورة أن يكون ولا علم واحد أيضا خيرا. فمن البين أن الإثبات فقط إنما يكون من الأقل.
Page 548