161

Tupiqa li-Aristutalis

طوپيقا لأرسطوطاليس

Genres

وأيضا إن كان المحدود يقال فى أشياء كثيرة فلم يضعه فيها كلها — مثال ذلك إن قال إن الكتابة العلم بالخط. وذلك أنه يحتاج إلى أن يقال: وبالقراءة أيضا، لأن بهذا الحد لم يحد، بذكره الخط، أكثر مما كان تحديده بذكر القراءة. فليس واحد منهما حدا، لكن من قال هذين كليهما فقد حد، لأن اشياء كثيرة لا يمكن أن تكون حدودا لشىء واحد بعينه. وفى بعض الأشياء يكون ذلك حقا كما قلنا، وفى بعضها لا — مثال ذلك فى الأشياء التى لا يقال فيها بذاته بحسب الأمرين جميعا، بمنزلة ما يقال فى الطب أنه يحدث الصحة والمرض. وذلك أنه يحدث تيك بذاته، ويحدث هذا بالعرض، لأن الجملة: إحداث المرض غريب من الطبيب. فالذى يصف الحد بسبب كليهما ليس هو أولى بالتحديد من الذى يصفه بحسب أحدهما، لكن أخلق به أن يكون دونه، لأن من أراد من سائر العوام أمكنه أن يحدث مرضا.

وينظر أيضا إن كان فى صفة الشىء لا بحسب الأمر الأفضل، لكن بحسب الأدنى، إذا كانت الأشياء التى يقال المحدود بحسبها كثيرة، وذلك أن كل علم وكل قوة فإنما يظن بها أنها للشىء الأفضل.

وأيضا ينبغى أن ينظر إن كان الموصوف لم يوضع فى الجنس الذى يخصه من الاسطقسات التى فى الجنس كما تقدم من قولنا.

Page 638