الباب الثاني في ذكر بنائها:
* اختلف العلماء في المبتدئ ببناء الكعبة على أربعة أقوال:
* أحدها: أن الله وضعها لا ببناء أحد.
وفي زمن وضعه قولان:
أحدهما: قبل خلق الدنيا، وقد تقدَّم عن ابن عباس وغيره.
وروى ابن الجوزي بسنده إلى ابن عباس أن رسول الله قال:
"كان البيت قبل هبوط آدم ﵇ ياقوتة من يواقيت الجنَّة وكان له بابان من زمرِّد أخضر، باب شرقي وباب غربي، وفيه قناديل من الجنَّة، والبيت المعمور الذي في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، حذاء الكعبة الحرام. وإن الله تعالى لما أهبط آدم ﵇ إلى موضع الكعبة وهو مثل الفُلْك من شدة رعدته وأنزل عليه الحجر الأسود وهو يتلألأ كأنه لؤلؤة بيضاء، فأخذه آدم فضمه إليه اسئناسًا به ثم أخذ الله من بني آدم ميثاقهم، فجعله في الحِجْر ثم أنزل على آدم العصا ثم قال: يا آدم تخطَّا، فتخطَّا، فإذا هو بأرض الهند فمكث هنالك (١) ما شاء الله، ثم استوحش إلى البيت فقيل له أحجج (٢) يا آدم، فأقبل يتخطَّا فصار موضع كل
_________
(١) في "ق": "هناك".
(٢) في "ق": "حُجَّ".
1 / 56