وَرَوَاهُ أَيْضا ابْن حبَان وَالطَّبَرَانِيّ مَرْفُوعا (قَوْله وَعند التحام الْحَرْب) أَقُول يدل على ذَلِك حَدِيث سهل بن سعد الْمُتَقَدّم بِلَفْظ وَعند الْبَأْس حِين يلحم بَعضهم بَعْضًا (قَوْله ودبر الصَّلَوَات المكتوبات) أَقُول قد ورد الْإِرْشَاد إِلَى الْأَذْكَار فِي دبر الصَّلَوَات وَهِي مُشْتَمِلَة على ترغيب عَظِيم وفيهَا أَن الذاكر يقوم مغفورا لَهُ وفيهَا أَنَّهَا تحل لَهُ الشَّفَاعَة وفيهَا أَنه يكون فِي ذمَّة الله ﷿ إِلَى الصَّلَاة الْأُخْرَى وفيهَا أَنَّهَا لَو كَانَت خطاياه مثل زبد الْبَحْر لمحتهن وَغير ذَلِك من الترغيبات وكل ذَلِك يدل على شرف هَذَا الْوَقْت وَقبُول الدُّعَاء فِيهِ وَقد ورد حَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ أَن دبر الصَّلَاة من الْأَوْقَات الَّتِي تجاب فها الدَّعْوَات وَهُوَ من حَدِيث أبي أُمَامَة ﵁ قَالَ قيل يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء اسْمَع قَالَ جَوف اللَّيْل الْأَخير ودبر الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن (قَوْله وَفِي السُّجُود) أَقُول يدل على ذَلِك حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ عَنهُ ﷺ أقرب مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد فَأَكْثرُوا الدُّعَاء أخرجه مُسلم وَغَيره (قَوْله وَعند تِلَاوَة الْقُرْآن لَا سِيمَا الْخَتْم) أَقُول يدل على ذَلِك مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن من حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن أَنه مر على قَارِئ يقْرَأ ثمَّ يسْأَل فَاسْتَرْجع ثمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول من قَرَأَ الْقُرْآن فليسأل الله بِهِ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقوام يقرءُون الْقُرْآن يسْأَلُون بِهِ النَّاس وَأخرج الطَّبَرَانِيّ مَا يدل على مَشْرُوعِيَّة الدُّعَاء عِنْد ختم الْقُرْآن وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن مُجَاهِد إِذا ختم الْقُرْآن نزلت الرَّحْمَة (قَوْله وَعند قَول الإِمَام وَلَا الضَّالّين) أَقُول يدل على ذَلِك مَا ثَبت فِي مُسلم وَغَيره بِلَفْظ إِذا قَالَ الإِمَام غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين فَقولُوا آمين يحبكم الله وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَفِي الْمُوَطَّأ أَنه
1 / 69