الْإِجَابَة وَيدل على ذَلِك الحَدِيث فِي أمره ﷺ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَيدل على ذَلِك حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين انطبقت عَلَيْهِم الصَّخْرَة كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا فَإِن النَّبِي ﷺ حكى عَنْهُم أَنه توسل وَاحِد مِنْهُم بأعظم أَعماله الَّتِي عَملهَا لله ﷿ فَإِنَّهُ اسْتَجَابَ الله دعاءهم وَارْتَفَعت عَنْهُم الصَّخْرَة وَكَانَ ذَلِك بحكايته ﷺ سنة لأمته (قَوْله وَالْوُضُوء) أَقُول وَجهه مَا تقدم فِي الْبَاب الْمُتَقَدّم على هَذَا من قَوْله ﷺ كرهت أَن أذكر الله إِلَّا على طهر وَالدُّعَاء ذكر وَيدل على ذَلِك حَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول من تَوَضَّأ فَأحْسن وضوءه ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ فَدَعَا ربه إِلَّا كَانَت دَعوته مستجابة مُعجلَة أَو مؤخرة وَحَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ﵁ أَن رَسُول الله ﷺ دَعَا بِمَاء ثمَّ تَوَضَّأ ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لِعبيد بن عَامر الحَدِيث وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي قصَّة طَوِيلَة وَيدل على ذَلِك الحَدِيث الَّذِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَنهُ ﷺ أَنه قَالَ من كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى الله ﷿ أَو إِلَى أحد من بني آدم فَليَتَوَضَّأ وليحسن الْوضُوء ثمَّ ليصل رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ليثن على الله تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهله وَليصل على النَّبِي ﷺ
سيد الْمجَالِس قبالة الْقبْلَة
(قَوْله واستقبال الْقبْلَة) أَقُول وَجه ذَلِك أَنَّهَا الْجِهَة الَّتِي يتَوَجَّه إِلَيْهَا العابدون لله سُبْحَانَهُ والداعون لَهُ والمتقربون إِلَيْهِ وَقد ورد مَا يرغب فِي ذَلِك على الْعُمُوم كَمَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن لكل شَيْء سيدا وَإِن سيد الْمجَالِس قبالة الْقبْلَة وَأخرج نَحوه فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ وَمن ذَلِك أَنه ﷺ لما أَرَادَ أَن يَدْعُو فِي الاسْتِسْقَاء اسْتقْبل الْقبْلَة كَمَا فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَقد اسْتقْبل ﷺ الْقبْلَة فِي دُعَائِهِ فِي غير موطن كَمَا فِي يَوْم بدر
1 / 57