Tuhfat al-dhākirīn biʿuddat al-ḥiṣn al-ḥaṣīn min kalām Sayyid al-Mursalīn
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين
Publisher
دار القلم-بيروت
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٩٨٤
Publisher Location
لبنان
// الحَدِيث أخرجه مُسلم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء ومعجمه الْكَبِير فَسلم أخرجه من حَدِيث عَائِشَة ﵂ قَالَت كَانَ رَسُول الله ﷺ إِذا عصفت الرّيح قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك خَيرهَا وَخير مَا فِيهَا وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أرْسلت بِهِ وَأخرجه أَيْضا التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأما الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء الْكَبِير فَأخْرجهُ من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ كَانَ رَسُول الله ﷺ إِذا اشتدت الرّيح اسْتَقْبلهَا بِوَجْهِهِ وَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من خير هَذِه الرّيح وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا أرْسلت بِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد وَفِيه حُسَيْن بن قيس الرَّحبِي وَأَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ الملقب بحنش وَهُوَ مَتْرُوك وَقد وَثَّقَهُ حُسَيْن بن نمير وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح (قَوْله جثا على رُكْبَتَيْهِ وَيَديه) ظَاهره أَنه جثا على الرُّكْبَتَيْنِ وعَلى الْيَدَيْنِ وَلَيْسَ كَذَلِك بل جثا على رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ يَدْعُو فَفِي كَلَام المُصَنّف ﵀ خلل وَكَانَ عَلَيْهِ أَن يذكر مَا فِي الرِّوَايَة (قَوْله اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا) قيل وَجه هَذَا أَن الْعَرَب تَقول لَا تلقح الشّجر إِلَّا من الرِّيَاح الْمُخْتَلفَة وَلَا تلقح من ريح وَاحِدَة فَهُوَ ﷺ دَعَا بِأَن يَجْعَلهَا رياحا تلقح وَلَا يَجْعَلهَا ريحًا لَا تلقح وَقيل إِن الرِّيَاح هِيَ الْمَذْكُورَة فِي آيَات الرَّحْمَة وَالرِّيح هِيَ الْمَذْكُورَة فِي آيَات الْعَذَاب كَقَوْلِه ﷿ ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾
و﴿ريحًا صَرْصَرًا﴾ وَسَيَأْتِي مَا يُفِيد أَن الرّيح تَأتي بِمَا هُوَ خير وَبِمَا هُوَ شَرّ (قَوْله اللَّهُمَّ رَحْمَة لَا عذَابا) كَانَ على المُصَنّف أَن يَأْتِي بِلَفْظ الرِّوَايَة فَيَقُول اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا وَلَعَلَّه اكْتفى بِالْفِعْلِ الْمَذْكُور قبل هَذَا وَلكنه اكْتِفَاء غير حسن لِأَن المطلع على هَذَا الْكتاب يظنّ أَن الرِّوَايَة هَكَذَا وَلَيْسَ كَذَلِك وَكَانَ عَلَيْهِ أَن يذكر كل وَاحِد من الْحَدِيثين على انْفِرَاده كَمَا
1 / 265