يتحسرون إِلَّا على هَذِه الْخصْلَة أعظم دَلِيل على أَنَّهَا عِنْد الله بمَكَان عَظِيم وَأَن أجرهَا فَوق كل أجر //
(أَكْثرُوا ذكر الله تَعَالَى حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُون) (حب) // الحَدِيث أخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَمَا قَالَ المُصَنّف ﵀ وَهُوَ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ ﵁ وَأخرجه أَيْضا من حَدِيثه أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَقَالَ الهيثمي بعد أَن عزاهُ إِلَى أَحْمد وَأبي يعلي أَن فِي إِسْنَاده دَرَّاجًا ضعفه جمع وَبَقِيَّة رجال مُسْند أَحْمد ثِقَات انْتهى وَقد حسنه الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ (قَوْله حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُون) وَفِي لفظ أَكثر ذكر الله حَتَّى يُقَال إِنَّك مَجْنُون قيل المُرَاد هُنَا حَتَّى يَقُول المُنَافِقُونَ بِدَلِيل مَا أخرجه أَحْمد فِي الزّهْد والضياء فِي المختارة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث أبي الجوزاء مُرْسلا عَنهُ ﷺ أَكْثرُوا ذكر الله حَتَّى يَقُول المُنَافِقُونَ إِنَّكُم مراءون وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي قصر الْمقَالة فِي حَدِيث الْبَاب على الْمُنَافِقين فَيَنْبَغِي تَفْسِير ضمير حَتَّى يَقُولُوا بِمَا هُوَ أَعم من ذَلِك أَي حَتَّى يَقُول الغافلون عَن الذّكر أَو حَتَّى يَقُول الَّذين لَا رَغْبَة لَهُم فِي الذّكر وَيدخل المُنَافِقُونَ فِي هَذَا دُخُولا أوليا
وَفِي الحَدِيث دَلِيل على جَوَاز الْجَهْر بِالذكر وَقد تقدم حَدِيث وَمن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُم وَيُمكن أَن يكون سَبَب نسبتهم الْجُنُون إِلَيْهِ مَا يرونه من إدامة الذّكر وتحريك شَفَتَيْه بِهِ واضطراب بدنه من خوف من صَار مشتغلا بِذكرِهِ وَهُوَ الرب سُبْحَانَهُ فقد يظنون إِذا رَأَوْهُ كَذَلِك أَنه من الممسوسين المصابين بِطرف من الْجُنُون وَكَثِيرًا مَا يرى من لَا شغلة لَهُ بالطاعات أَو من هُوَ مشتغل بمعاصي الله يظْهر السخرية بِأَهْل الطَّاعَات والاستهزاء بهم لِأَنَّهُ قد طبع على قلبه وَصَارَ فِي عداد المخذولين وَقد وَردت أَحَادِيث تَقْتَضِي الاسرار بِالذكر وَأَحَادِيث
1 / 29