مَا من قوم اجْتَمعُوا فِي مجْلِس فَتَفَرَّقُوا وَلم يذكرُوا الله إِلَّا كَانَ ذَلِك الْمجْلس حسرة عَلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَرِجَال الطَّبَرَانِيّ مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح وَأخرجه أَحْمد فِي الْمسند من حَدِيث ابْن عمر ﵄ بِلَفْظ مَا من قوم جَلَسُوا مَجْلِسا لَا يذكرُونَ الله فِيهِ إِلَّا رَأَوْهُ حسرة يَوْم الْقِيَامَة (قَوْله إِلَّا كَأَنَّمَا تفَرقُوا عَن جيفة حمَار) أَي مثلهَا فِي النتن وَفِي هَذَا التَّشْبِيه غَايَة التنفير عَن ترك ذكر الله ﷾ فِي الْمجَالِس وَأَنه مِمَّا يَنْبَغِي لكل أحد أَن لَا يجلس فِيهِ وَلَا يلابس أَهله وَأَن يفر عَنهُ كَمَا يفر عَن جيفة الْحمار فَإِن كل عَاقل يفر عَنْهَا وَلَا يقْعد عِنْدهَا (قَوْله وَكَانَ عَلَيْهِم حسرة يَوْم الْقِيَامَة) أَي بِسَبَب تفريطهم فِي ذكر الله ﷾ وَذَلِكَ لما يظْهر لَهُم فِي موقف الْحساب من أجور العامرين لمجالسهم بِذكر الله ﷾ فَيَنْبَغِي لمن حضر مجَالِس الْغَفْلَة أَن لَا يخليها عَن شَيْء من ذكر الله وَأَن يَأْتِي عِنْد الْقيام مِنْهَا بكفارة الْمجْلس الَّتِي أرشد إِلَيْهَا ﷺ كَمَا فِي حَدِيث عَائِشَة ﵂ عِنْد أبي دَاوُد وَالْحَاكِم أَنه ﷺ كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يقوم من مجْلِس قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لاإله إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك فَقَالَ رجل إِنَّك لتقول قولا مَا كنت تَقوله فِيمَا مضى قَالَ ذَلِك كَفَّارَة لما يكون فِي الْمجْلس وَأخرجه أَيْضا النَّسَائِيّ وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيثهَا وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ وَأخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ ﵁ وَأخرجه النَّسَائِيّ وَالطَّبَرَانِيّ ورجالهما رجال الصَّحِيح وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم وَأخرجه النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث رَافع ابْن خديج ﵁ وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَيْثُ عبد الله بن عَمْرو ابْن الْعَاصِ ﵄ وَسَيذكر المُصَنّف ﵀ هَذَا الحَدِيث فِي الْبَاب السَّابِع
(إِن خِيَار عباد الله الَّذين يراعون الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم والأظلة لذكر الله ﷿ (مس)
1 / 27