Tuhfat Dhakirin
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين
Publisher
دار القلم-بيروت
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٩٨٤
Publisher Location
لبنان
// الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَأهل السّنَن قَالَ المُصَنّف ﵀ وَهُوَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب ﵁ قَالَ قَالَ النَّبِي ﷺ إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة ثمَّ اضْطجع على شقك الْأَيْمن ثمَّ قل اللَّهُمَّ إِنِّي وجهت وَجْهي إِلَيْك الخ وَفِي لفظ فَإِن مت فِي ليلتك فَأَنت على الْفطْرَة واجعلهن آخر مَا تَتَكَلَّم بِهِ قَالَ فرددتها على النَّبِي ﷺ فَلَمَّا بلغت آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت قلت وَرَسُولك الَّذِي أرْسلت قَالَ لَا وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ كَانَ رَسُول الله ﷺ إِذا آوى إِلَى فرَاشه نَام على شقَّه الْأَيْمن وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك ووجهت وَجْهي إِلَيْك وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد قَالَ لي رَسُول الله ﷺ إِذا أويت إِلَى فراشك وَأَنت طَاهِر فتوسد يَمِينك ثمَّ ذكر نَحوه وَفِي رِوَايَة للنسائي كَانَ النَّبِي ﷺ إِذا آوى إِلَى فرَاشه توسد يَمِينه ثمَّ قَالَ بِسم الله وَذكره بِمَعْنَاهُ (قَوْله أسلمت وَجْهي إِلَيْك) قيل المُرَاد بِالْوَجْهِ هُنَا النَّفس كَمَا رَوَاهُ النَّوَوِيّ عَن الْعلمَاء وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ يحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ الْوَجْه حَقِيقَة وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ الْقَصْد كَأَنَّهُ يَقُول قصدتك فِي طلب سلامتي وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ معنى الْوَجْه هُنَا الْقَصْد وَالْعَمَل الصَّالح وَمعنى أسلمت وَجْهي سلمت وَجْهي إِلَيْك إِذْ لَا قدرَة لي وَلَا تَدْبِير لجلب نفع وَلَا دفع ضرّ وَمعنى فوضت أَمْرِي إِلَيْك رَددته إِلَيْك فَلَا حول لي وَلَا قُوَّة إِلَّا بك فَاكْفِنِي همه وَأَصْلحهُ بِمَا شِئْت وَمعنى ألجأت ظَهْري إِلَيْك اعتمدت عَلَيْك فِي جَمِيع أموري وأسندتها إِلَيْك كَمَا يعْتَمد الْإِنْسَان بظهره إِلَى مَا يسْتَند إِلَيْهِ وَمعنى قَوْله رَغْبَة ورهبه إِلَيْك الرَّغْبَة فِي ثوابك ومغفرتك والرهبة من عقابك وسخطك (قَوْله لَا ملْجأ مَهْمُوز من ألجأت وَلَا منجا هُوَ غير مَهْمُوز من النجَاة وَالْمرَاد بِالْكتاب الْقُرْآن وَقيل جَمِيع الْكتب الْمنزلَة
1 / 135