ومنهم السيد الجليل الكامل العالم العامل علي بن يحيى بن أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- [كان] عالما، حافظا، وربيبا، ناهضا، له في كل فن قراءة ورواية -أمتع الله بحياته-.
ومنهم السيد الطاهر والنجم الزاهر يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- [كان] عالما كبيرا شهيرا، يومى إليه بالإجتهاد ودرجة الإقتصاد مع الورع الشحيح، مما أخبرني من خالطه من الأصحاب ونقلوه من بعض أخباره منهم الولد الحسين-أسعده الله- أنه صحبه في بعض الأيام فلم ير له وقتا يتعلق بثوايب الدنيا، وإنما دأبه العلم والأوراد ليلا ونهارا، وأنه إذا ورد عليه من يذكر الدنيا وحوائجها والناس وأمورهم، ابتدأه بالحديث الذي يتعلق بالعلم والمواعظ. قال: ولما رأيت ذلك من دأبه، ومقدم آدابه، قلت له: يا سيدي مثل هذا الرجل إنما هو من أهل الدنيا في اختلاف أغراضهم، يريد منك الخوض في ما يتعلق بغرضه، فقال: أنا أعلم ذلك ولكن أحب أن أشغله بحديث لا يحبه فيسارع إلى القيام عني لئلا يشغلني أو يذكر أحدا عندي بما لا يجوز من غيبة أو نميمة أو نحوهما، ولرجاء أن يقل المخالطون من مثله فلا خير في مخالتطهم أو كما قال.
ومنهم السيد العلامة الرئيس الكامل جمال الدين علي بن أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله[كان] عالما كاملا، وملكا عادلا، إليه ولاية صعدة وما والاها، وله في سياستها وحفظ أمورها ما يأتي بعضه في السيرة إن شاء الله تعالى.
Page 200