قال: ويرفع الوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة كعمل سبعين صديقا كلهم عامل مجتهد في نفسه ، ومن أعظم العدل والنصيحة حفظ آل رسول الله عن الفرقة، والصبر على جمعهم على الألفة، فقد حافظ على الألفة واجتماع أهل الآراء السديدة من العجم والعرب الذين لا يرجعون إلى دين ولا كتاب ولا نبي ما استثمروه منها من حسن العاقبة وبرد العافية، وشفاء صدور الولي وغيظ قلب[75/ب]العدو، حتى قال محسن بن أوس (والحكمة ضالة المؤمن)، وإن من الشعر لحكمة، كما ورد في الحديث المقبول على قائله وآله أفضل الصلاة والسلام:
وذي رحم قلمت أظفار ظغنه .... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمي لا يحاول غيره .... وكالموت عندي أن يحل به الرغم
فإن أعف عنه أغض عينا على القذا .... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن أنتصر منه أكن مثل رايش .... سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه .... وما يستوي حرب الأقارب والسلم
حتى قال:
فما زلت في لين له وتعطف .... عليه كما تحنو على الولد الأم
وصبري على أشياء منه تريبني .... وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضعن حتى سللته .... وقد كان أحيانا يضيق به الجسم
فأطفأت نار الحرب بيني وبينه .... فأصبح بعد الحرب وهو لها سلم
وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلواته وسلامه على نبيه محمد وآل محمد.
حرر بتاريخ ربيع الأول سنة أربع وستين وألف[يناير1653م]بمحروس شهارة- حرسها الله بالصالحين من عباده. انتهى.
Page 346