220

Tuhfat al-Asmāʿ waʾl-Abṣār

تحفة الأسماع والأبصار

Genres

ولما كان في عام أربع وأربعين وألف[1634م] وهبط الشريف عبدالعزيز إلى جده، وأظهر أمره وأمر صاحب جدة بأن ينادي بولاية الشريف عبدالعزيز، وأخذ في مكاتبة الأشراف والترغيب والترهيب، واتهمهم الشريف زيد بن محسن أيضا فانقبض عنهم وأقل ذكرهم، وكادوا يخلون من مجلسه، ثم إنه خرج الشريف عبدالعزيز وصاحب جدة بمضاربهما ومن أجابهما مع رتبة جدة من الأتراك لإرادة الصعود إلى مكة المشرفة، وقد قيل للشريف زيد بن محسن بذلك فسكن في موضعه وجعل العيون عليهم، ثم إنه خف من فرسانهم أنفار إلى حده -بالحاء المهملة- ووصل الخبر إلى الشريف زيد فقام من حينه، وأمر بخفق الطبول وما يجمع من الأشراف في عادة مكة، وركب فاستل سيفه، وكان أول من حضر عند الطبل المسمى الزير، وقلب فرسه -عليه السلام- حركة الطبل وهي الإمارة في عرف أهل مكة، فحضر الأشراف جميعا، فكانوا كذلك فأغار بهم إلى جهة طريق جدة، ولهم شعار وحامية[72/أ] حكى ذلك من شهده، فوجدوا أولئك الفرسان قد رجعوا إلى محطهم الأول، فعاد للشريف زيد بن محسن ظنه في الأشراف، فأوقفهم على أمره يستنصحهم وأفاض عليهم الإحسان، ثم إن الشريف عبدالعزيز والأمير صاحب جدة، قدما قريب من طريق العمرة، وقد جمع الشريف زيد جموعه وأخرج مضاربه إلى خارج الحرم وعسكر هنالك.

Page 333