ولما خرج الأمراء من أهل مصر على أولئك الذين عبثوا وأفسدوا في مكة، استخرجوا الشريف زيد بن محسن، وولده وخلعوا عليه، وأعانوه بالمال والرجال، وذلك في أول عام ثلاث وأربعين وألف[1633م] وحسده الأشراف وخرجوا عليه، والإمام المؤيد بالله -عليه السلام- يداري من لجأ إليه منهم، وتتابعوا إلى الإمام المؤيد -عليه السلام- وهو يقرر لهم العطاء الواسع، والكفايات الفايضة ويمد الشريف، فمن ذلك أن الشريف عبدالعزيز بن إدريس وإخوته كانوا بمكة المشرفة ويظهرون للشريف زيد الطاعة، وهمهم الغوايل والفساد عليه، وكان يروى للشريف عبدالعزيز وأخيه مبارك بعض نسك، فمال إليهم الأشراف ومناهم الأمير المتولي من قبل الأتراك في بندر جدة، وهو الأمير غيطاس من عظمائهم بولاية مكة وأنه يعزل الشريف زيدا وعظم ذكر ذلك، وكاد الشريف عبدالعزيز يظهر أمره بمكة، وكان ربما يأمر وينهي في مكة قبل أن يظهر أمره، وتوصل إلى حصول الإختلاف بينه وبين الشريف زيد فتفرق الأشراف عليه، وقد وعده بذلك أكثرهم سرا، ولكنهم ممن لا يقدر على المشاق بمكة، والشريف زيد -أيده الله- قد عرف ذلك فتغافل عنه مدة، واستمد من صاحب مصر عسكرا.
Page 332