157

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Genres

وأما الفقيه محمد فهرب إلى جهات مرهبة [48/أ] بعد أن سمع من وادعة المكروه، وكتب إلى الإمام بما وقع في نفسه من الوهم، وأن السيد عبدالله أفتى بقتله وهول بما طلع به من حوث، وأوهم الإمام -عليه السلام- وغيره أنما يريد الشقاق للإمام -عليه السلام- والمعارضة، فكتب الإمام -عليه السلام- إلى ولد أخيه مولانا محمد بن أحمد، وهو حينئذ في خمر من بلاد بني صريم بما سيأتي من الأسباب، أن يتقدم بجميع من معه من العسكر إلى وادعة، وأن يحرب السيد عبدالله ومن صار إلى رأيه، فتقدم إلى الحصن وهو الموضع الذي فيه السيد عبدالله معظم الموقع، وأنه محمول على أنه أضعف محمل، وكان الإمام -عليه السلام- أيضا[قد] أرسل صنوه السيد المجاهد محمد بن عامر للسعي في الصلاح والإعذار إلى صنوه فوصل السيد محمد إلى وادعة وقد عرف السيد معظم الموقع، فانسل في خواص من طريق أخرى إلى الإمام

-عليه السلام- فوافاه في صنعاء المحروسة بالله كما سيأتي إن شاء الله من أسباب اقامته فيها، وعرف الإمام -عليه السلام- فاستحى منه كثيرا وآنسه وأعطاه أشياء كثيرة مع جارية، وعرف أنه عجل عليه.

وأما المحطة التي في وادعة فإن وادعة تشوشوا منهم، فوقع بينهم اختلاف كذلك، وقتل من وادعة نفران، ومن العسكر ثلاثة وخيل عقرت، وكان ذلك مع السيد محمد بن عامر، فتوسط مع جماعة ممن تحب الصلاح في صلاحهم وطاعتهم، ووجه الإمام -عليه السلام- عليهم آدابا وغرمهم ما انتهبوا على العسكر ودية من قتل وصلح الحال.

Page 264