181

Tuhfat Albab

Genres

============================================================

والحبال، فانتفخت أذن السمكة فخرجت منها جارية بيضاء حمراء طويلة الشعر سوداؤه حسنتة الصورة طويلة القامة كانها القمر المبدر، وهي تضرب وجهها الا نتف شعرها وتصيح، وفي وسطها غشاء لحمي كالثوب الضيق من سرتها إلى ركبتها كانه إزار مشدود عليها، فما زالت كذلك حتى ماتت: فصل في بحر المغرب (حوت موسى) (ص 92):: قال أبوحامد: رأيت سمكة تغرف بنسل الخوت في مدينة سبتة، وهو الاحوت المشوى الذي صحبه موسى ويوشع حين سافرا في طلب الخضر عليه السلام، وهي سمكة طولها ذراع وعرضها شبن وأحد جانبيها شوك وعظام ال وجلد رقيق، على أحشائها. ورأسها نصف رأس بعين واحدة. فمن راها من هذا الجانب استقذرها. ونصفها الآخر صحيح بهيج، والناس يتبركون بها ت او هدونها إلى الرؤساء، سيما اليهود: وسمكة كأنها قلنسوة سوداء، قال أبو حامد: رأيت هذه السمكة وفي جوفها شبه المصارين ولا رأس لها ولا عين، ولها مرارة كمرارة البقر سوداء، فإذا صادها أحد تحركت فيسود ما حولها من الماء حتى يبقى كالحبر الدخاني، وأظنه ال من مرارتها، فيؤخذ ذلك الماء ويكتب به في الورق وهو أحسن من الحبر وأعظم سوادا وأثبت وجودا، وأبيض منه.

جبل سبلان (ص 112): قال أبو حامد الأندلسي: على رأس هذا الجبل عين عظيمة، مع غاية ارتفاعه ماؤها أبرد من الثلج، وكأنها شيب بالعسل لشدة عذوبته. وبجوف الحبل ماء يخرج من عين يسلق البيض لحرارته، يقصدها الناس لمصالخهم، الاو بحضيض هذا الجبل شجر كثير ومراع، وشيء من حشيش لا يتناوله إنسان ولا حيوان إلا مات لساعته. (وبعد هذا أورد ما ذكره القزويني عن نفس الحشيشة التي ذكر أنه رآها وسأل عنها قاضي المنطقة واسمه أبو الفرج عبد الرحمان الاردبيلي).

Page 181