179

Tuhfat Albab

Genres

============================================================

ااحى تفيب الشمس عنهم مقدار أربعين يوما. والظلمات قريبة منهم. وحكي اان أهل يورا يدخلون تلك الظلمة بالضوء، فيجدون شجرة عظيمة، مثل قرية كبيرة، وعليها حيوان يقولون إنه طير وأهل يورا ليس هم زرع ولا ضرع، بل عندهم غياض كثيرة، وأكلهم منها ومن السمك والطريق إليهم في أرض لا يفارقها الثلج أبدا.

0 الا حكي أن أهل بلغار يحمنون السيوف من بلاد الاسلام إلى ويسو، وهي الا يوف لم يتخذ لها نصال، بل تصل كما تخرج من النار وتسقى، فإن علق السيف الخيط ونقر بأصبع سمع له طنين، فذلك السيف يصلح أن يحمل إلى بلاد يورا الا ي شتريه أهل يورا بثمن بالغ، ويرمونه في البحر المظلم. فإذا قطعوا ذاك ، أخح اال لهم من البحر سمكة مثل الجمل العظيم، تطردها سمكة أخرى أكبر منها، ال ريد أكلها، فتهرب منها حتى تقرب من الساحل، فتصير في موضع لا يمكنها الحركة فيه، فتتشبت بالرمل، فيعرف أهل يورا، فيذهبون إليها في المراكب، ال فكل من ألقى بالسيف يجتمع عليها ويقطع من لحمها. وربما يكثر ماء البحر الابالمد، فترجع السمكة إلى البحر بعدما قطع منها من اللحم ما يملأ ألف بيت، الا ربما تبقى عندهم زمنا طويلا مؤنتهم فيقطعون منها، وإذا لم يبق في البحر من تلك السيوف لم تخرج لهم السمكة، فيكون عندهم الجدب والقحط.

ت الاحكي أن في بعض السنين خرجت عليهم هذه السمكة، فاجتمع القوم هعليها وثقبوا أذنها، وجعلوا فيها حبلا ومدوها إلى الساحل، فانفتحت أذن السمكة وخرجت من ذاخلها جارية تشبه الأدميين، بيضاء حمراء سوداء الشعر ال جزاء من أحسن النساء وجها، فأخذها أهل يورا، وأخرجوها إلى البر وهي ضرب وجهها وتنتف شعرها وتصيح . وقد خلق الله تعالى في وسطها جلدا ضعيفا كالثوب من سرتها إلى ركبتها لتستر عورتها، فبقيت عندهم مدة، وأهل يورا إن لم ايلقوا السيف في البحر لا تخرج السمكة، فيجوعون لأن قوتهم من هذا.

Page 179