============================================================
ال تخذون هذه النصائع: كلها، وليس هم حرث ولا بساتين، وهم أكثر الناس اخيرا ومالا، يقصدهم الناس بجميع النعم من جميع الآفاق، وليس لهم دين ولا يعطون جزية. وإذا مات لهم ميت، إن كان رجلا سلموه لرجال في بيوت تحت الأرض يقطعون أعضاء الميت، وينقون عظامه من اللحم والمخ، جمعون لحمه فيطعمونه اللغربان السود، ويقفون بالقسي يمنعون غيرهم من الطيران، يأكلون من لحمه شيئا، وإن كانت امرأة سلموها إلى رجال آخرين خرجون عظامها ويطعمون لحمها للحدأة ويقفون بالنشاب يمنعون غيرها أن الاي دنومن لحمها. وقد قلت للأمير أسفهسلار عبد الملك بن أبي بكر في دربند: كيف تكون هذه الأمة ؟ لا يسلمون ولا يدفعون جزية ولا خراجا.
فقال : هم حسرة الملوك، وقد أمرني الأمير سيف الدين محمد بن خليفة السلمي، صاحب دربند، رحمه الله، وكنت رأيته وأكرمني، جازاه الله خيرا.
قال : فخرجت فجمعت امما من الأتراك وغيرهم، وخرج الأمير في أهل ال ربند وجاءت الأمم من البلاد والجبال من اللكزان والفيلان وغيرهم، فكنا في ال عسكر كالبحر، وقصدنا تلك القريتين، وليس لهم حصن ولا قلعة، فأغلقوا اابوابهم، فأنا أول من دخل القرية الواحدة، فخرج من تحت الأرض جماعة الرجال ليس عليهم سلاح، فوقفوا وأشاروا بأيديهم إلى الجبال وتكلموا بكلام لم أ فهمه، ثم غالوا تحت الأرض، فأصابنا من الريح البارد والثلج العظيم بحيث
الا نبصر شيئا، وكأن السماء سقطت علينا ثلجا وبردا، فانصرفنا، ولا ندرى ان نذهب، لا أنا ولا غيري، وقتل بعضنا بعضا بصدم الفرس القوي للفرس الضعيف، فيقع هو وراكبه فيمشي العسكر عليه فيهلكه هو وفرسه، قال الا اضربني من لا أعرف بنشابه في منكبي الأيسر، فخرجت من تحت إبطي، فكدت أن أهلك، وتماسكت حتى بعدنا منهم فراسخ وانكشف عنا ذلك الثلج الاوالبرد، وفقدنا من العسكر خلقا كثيرا، فأخرجت النشابة من منكبي، وبقيت ال نها مريضا أربعة أشهر، ولم تقدر آن نأخذ منهم رغيفا واحدا، ولا قاتلنا منهم أحدا، وما ذاك إلا سحر من أولئك الرجال الذين يخرجون عظام الموتى
Page 110