40

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Investigator

محمود محمد صقر الكبش

Publisher

مكتب الشؤون الفنية

Edition Number

الثانية

Publication Year

1431 AH

الثَّاني: أنَّهُ ﷺ أرادَ طولَ الأعناقِ حقيقةً، أيْ: - الرِّقابُ؛ لأنَّ النَّاسَ يومئذٍ في الكَرْبِ والازدحام؛ منهُم مَن يلجِمُهُ العَرَقُ، ومنهُم مَن يبلُغُ شِحْمَةَ أذُنَيهِ، ومنهُم مَن يعلُو فوقَ رأسِهِ، وكانَ المؤذِّنونَ يومئذٍ أطولَ النَّاسِ رِقاباً حقيقةً، حتَّى يُؤْذَنَ لهم في دخولِ الجنَّةِ.

الثَّالثُ: أنَّهُ ﷺ أرادَ أن يكونُوا رؤساءَ سادةً؛ لأنَّ العربَ تَصِفُ السَّادةَ بطولِ الأعناقِ.

الرَّابعُ: أنَّهُ ﷺ أرادَ بطولِ العُنُقِ كثرةَ إسراع المشي، كما رُوِيَ: «أطولَ إعناقاً»، بكسرِ الهمزةِ، أَيْ: - إسراعاً أعجلَ إلى الجنَّةِ، يُقالُ: أعنَقَ يُعنِقُ إعناقاً، فهو مُعنِقٌ، والاسمُ العُنُقُ، بالتَّحريكِ، قالَهُ السُّيوطِيُّ في الفُلْك المشحونِ.

الخامسُ: أنَّ المرادَ بطولِ العُنُقِ طولُ الرَّجاءِ، يُقالُ: عُنُقِي إلى وعدِكَ، أيْ: طالَ رجائِي.

السَّادسُ: قالَ ابنُ خَلَفٍ في كتابِ «المتجرِ الرَّابح»: إنّهُ ﷺ أرادَ عُلُوَّ مكانِهِم، لا طولَ رقابِهِم؛ لأنَّهم يكونونَ يومَ القيامةِ على كَثِيبٍ مِن مسكٍ، والنَّاسُ في أرض المحشرِ مستويونَ، لاستواءٍ موقِعِهِم، والمؤذِّنونَ يُشرِفُون على النَّاسِ برؤوسِهِم وأعناقِهِم؛ لعُلُوِّ مكانِهِم وارتفاع ما تحتَ أرْجُلِهِم، وَهَذا ليسَ ببعيدٍ، فَقَدْ

40