الوزارة وحلفهم وقام الأمير فخر الدين شيخ الشيوخ بتدبير المملكة وأقطع البلاد بمناشير وكانت شجرة الدر تخرج إلى الناس الكتب والمناشير والمراسيم عليها علامة السلطان بخط خادم يسمى سعيدا فلا يشك من رآه أنه خط السلطان فمشى هذا حتى على الأمير حسام الدين نائب السلطنة وكان السماط فى كل يوم يمد وتحضر الأمراء للخدمة على العادة إلى أن قدم الملك المعظم توران شاه بعد خمسة وسبعين يوما من موت السلطان وتسلطن وقام مدة قليلة وقتل فاجتمع سائر الأمراء والمماليك البحرية وأعيان الدلة وأهل المشورة واتفقوا على إقامة شجرة الدر فى مملكة مصر وأن تكون العلامات السلطانية على المناشير وغيرها من قبلها وأن يكون أتابك العساكر الأمير عز الدين أيبك التركمانى الصالحى أحد الأمراء البحرية وحلفوا على ذلك فى عاشر صفر وخرج عز الدين الرومى من العسكر إلى قلعة الجبل وأخبر شجرة الدر بما وقع عليه الاتفاق فأعجبها ذلك ثم سلطنوها وخطب لها على المنابر بمصر والقاهرة ونقش اسمها على الدراهم والدنانير ما مثاله الجهة الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل وكانت الخطباء يقولون فى الدعاء اللهم أدم الستر الرفيع والحجاب المنيع ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل وبعضهم يقول فى دعائه بعد الخليفة واحفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين أم خليل المعظمة صاحبة الملك الصالح.
ثم تزوج الأمير عز الدين أيبك التركمانى شجرة الدر فى تاسع عشرى ربيع الآخر بعد أن خلعت نفسها من المملكة وفوضت إليه أمور المملكة وتسلطن وكانت مدة مملكتها ثمانين يوما ثم انها دبرت على قتله فى ليلة الأربعاء خامس عشرى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة وقيل سنة
Page 97