159

Tuhfat Ahbab

تحفة الأحباب وبغية الطلاب‏

Genres

هذا الجامع الجهة تغربد أم العزيز ولد المغز الذى جاء من الغرب والذى كان عل بنائه الحسين بن عبد العزيز الفارسى المحتسب وذلك فى شهر رمضان سنة ست وستين وثلثمائة وهو على بناء الجامع الأزهر وقد أطنب السيد الشريف الأسعد بن النحوى فى ذكر الجامع وما كان فيمه من حسن الزخرفة وحسن الدهانات والأبواب والمعازل والبستان الذى إلى جانبه والصهريج المعظم وما كان به من الخدام وأرباب الوظائف وأهل الوعظ والقراء والمجاورين به والواردين عليه حتى شاع ذكره فى الآفاق من الخيرات التى فيه والصدقات والمعروف وما زال هذا الجامع ينام فيه الرؤساء والفقراء والواردون عليه وهو فى زيادة من الخير حتى حسده الشيطان فعمل مكيدة وهو أن الناس نائمون به فى ليلة من الليالى وإذا بشيخ يصيح وامالاه وامالاه فحضر إليه أرباب الوظائف والمؤذنون ومن كان قائما به وقالوا له ما الذى هالك وما أصابك وما الذى كان معك وفقد منك؟ فقال أنا رجل حاوى جئت من طرا ولى أيام فى الجبل دائرا حتى حصلت هذه الأفاعى والآن انفلتت منى الليلة فلما سمعوا منه هذا الكلام هاج الناس وازدحموا على المنبر والعواميد وتعلقوا على التنور الذى فى الجامع من كل جانب فلما أذن المؤذن انفلت الناس من الجامع حتى أرباب الوظائف والمجاورون وآل أمره إلى الخراب والحكم لله تعالى ما شاء يفعل وهذا على سبيل الاختصار

ذكر المساجد وعددها:

فائدة قال القضاعى فى خططه والمقريزى فى كتابه الذى سماه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار عند ذكر المساجد الجامعة: اعلم أن أرض مصر لما فتحت سنة عشرين من الهجرة واختط الصحابة رضى الله تعالى عنهم

Page 161