243

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Genres

وقد تقدم عن ابن خلدون أن بني مكرم وهم من وجوه أهل عمان ملكوا عمان بنصرة من بني بويه عمال بني العباس، وأنه لما ضعف أمر بني بويه استبد بني مكرم بملك عمان، وأن منهم أبا القاسم علي بن الحسين بن مكرم ممدوح مهيار الديلمي، وأنه عاش في الملك زمانا، وتوفى سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

وذكر ابن الأثير خبر ولده من بعده؛ قال في كامله: لما توفي أبو القاسم بن مكرم خلف أربعة بنين: أبو الجيش والمهذب وأبو محمد وآخر صغير، فولى بعده ابنه أبو الجيش؛ وأقر على ابن هطال المنوجالي صاحب جيش أبيه على قاعدته، وأكرمه وبالغ في احترامه، فكان إذا جاء إليه قام له فأنكر هذا الحال عليه أخوه المهذب فطعن على ابن هطال، وبلغه ذلك فأضمر له سوءا واستأذن أبا الجيش في أن يحضر أخاه المهذب لدعوة عملها له فأذن له في ذلك، فلما حضر أخاه المهذب عنده خدمه وبالغ في خدمته، فلما أكل وشرب وانتشا وعمل السكر فيه قال له ابن هطال: إن أخالك أبا الجيش فيه ضعف وعجز عن الأمر، والرأي إننا نقوم معك وتصير أنت الأمير، وخدعه فمال إلى هذا الحديث، فاخذ ابن هطال خطه بما يفوض إليه وبما يعطيه من الأعمال إذا عمل معه هذا الأمر؛ فلما كان الغد حضر ابن هطال عند أبي الجيش وقال له إن أخاك كان قد أفسد كثيرا من أصحابك عليك وتحدث معي واستمالني فلم أوافق، فلهذا كان يذمني ويقع في؛ وهذا خطه بما استقر هذه الليلة؛ فلما رأى خطه أمره بالقبض عليه؛ ففعل ذلك واعتقله؛ ثم وضع عليه من خنقه وألقى بجثته إلى منخفض من الأرض وأظهر أنه سقط فمات ثم توفي أبو الجيش بعد ذلك بيسير؛ وأراد ابن هطال أن يأخذ أخاه أبا محمد فيوليه عمان ثم يقتله , فلم تخرجه إليه والدته وقالت له: أنت تتولى الأمور وهذا صغير لا يصلح لها؛ ففعل ذلك وأساء السيرة وصادر التجارة وأخذ الأموال.

Page 252