189

Tuhfat Acyan

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Genres

وفي كتاب عن الفضل بن الحواري , قال: أن الفريق الذي رأى عزل الصلت أو قال أنه اعتزل أثبت إمامة راشد وعقدته إلا شيخ نفسه ادعى أنه لا يجوز عزل الصلت ولا تقديم راشد إلا بحضرته وعلمه وحتى تعرض عليه الأمور , وكأنه يلوح بهذا الكلام إلى أبي المؤثر؛ قال وقد بلغنا عن شيخ نفسه أنه قال مرة إن كان الصلت حل عزله فراشد إمام , وبلغنا عنه حينا أنه يقبل ذلك حتى يصح ذلك معه وهو كان غائبا عن ذلك , إلا أن فريقا مما ينتحل العلم والبصر في الدين كانوا معا على الصلت ومن عزله يحثونه ويأمرونه فلما عزلوه رجعوا والدنيا أمام العامة إلا من شاء الله.

وكتب الفضل بن الحواري إلى راشد بن النظر بلغنا أنهم يحتجون عليك إن الإمامة لم يجتمع عليها وما لهم عليك بذلك حجة ولا على من معك لأن الإمامة ليست مشتركة لجميع المسلمين إنما هي لمن حضر منهم العقد ولم يخرج عنها إلا غائب عنها من المسلمين أو مضاد لها ولأهلها معاند مخطئ لأهلها يدين بإمامة الأول يعني الصلت , قال وأما الغائب فلم يكن للمسلمين أن ينتظروه؛ ولو كانت لا تعقد حتى يتوافا إليها جميع المسلمين كان جميع الأئمة ومن قد مضى قد أخطا؛ وهذه دعوى باطلة , لأن التقديم والعقد إنما هو لمن حضر من أهل العلم والقدم في الإسلام وإعلام المسلمين , وقد قدمها إمام المسلمين في زمانه وأيامه موسى بن موسى ومن معه , ولو أن أحدا خالفه ممن حضر كان تقديمه أولى لأن المقدم على الجميع وعلى ذلك مضى من مضى من المسلمين , ومن أنكر هذا وادعاه لنفسه أو لغيره فقد أبطل.

Page 198