Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
ثم وصف راشدا بأنه لا يعقل ولا يبصر حكما وأنه يحسب الخطأ صوابا ووصف موسى بأنه يطعن على المسلمين ويقول ما هم وأي علم هاهنا فإن شربة النبيذ والأعراب لآمن عندي من علماه هذا الزمان؛ قال وهو في ذلك لا يستغني عنهم , وجهلة وقلة علمه ظاهرين , قال ومن ذلك أنه لم يحسن إقامة الجمعة فإن المؤذن كان يفرغ من الأذان الآخر يوم الجمعة وموسى في بيته أو حيث يشاء الله حتى يخلو وقت طويل ثم يأتي فيخطب بالناس ويصلي ركعتين , ومن السنة في الجمعة أن الخطبة متصلة بالآذان والأذان متصل بالإقامة والإقامة متصلة بالصلاة , ولا فرق بينهم.
قال ومن قلة علمه أنه خطب الناس يوم الجمعة ثم نزل عن المنبر وإمامهم في بيته أو حيث شاء الله فانتظروه وليسوا في صلاة ولا خطبة مقدار ما استمر الإمام من بيته إلى المسجد مرتين؛ وبيت الإمام منفسح عن المسجد بما شاء الله , ثم صلى بالناس ركعتين بلا إعادة خطبة خلافا للسنة , وقد قال الفقهاء لو أن الخطيب خطب يوم الجمعة ثم انشغلوا عن الصلاة لأمر عناهم كان عليهم أن يعيدوا الخطبة ولو خطبة موجزة أ. ه تلخيص ما أردنا ذكره من كلام أبي المؤثر وهو كما ترى قدح في سيرة موسى وراشد.
والمثبتون لإمامة راشد يحملون هذه الأمور ونحوها على أسباب تسوغ راشد صنيعه فيما صنع ويذكرون له أعذارا واحتمالات يقبل مثلها في أئمة العدل.
وممن كان يثبت إمامة راشد: الفضل بن الحواري وكان قبل الفتنة لا يختلف في علمه وفضله وقد أخذ عن أبي عبدالله محمد بن محبوب , وكان فيما مضى قريبا لعزان بن الصقر حتى قال فيهما القائل إنهما في عمان كالعينين في جبين , فمات عزان رحمه الله تعالى قبل الفتنة وأدركها الفضل فأصاب منها وقتل فيها في وقعة القاع في إمامة عزان بن تميم , وسيأتي ذكرها فكان الفضل يرى أن لموسى ما صنعه من عقد الإمامة لراشد وكان يقول إن موسى عالمهم وأنه الحجة عليهم.
Page 197