Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
قال: فخرج معه عبدالله بن سعيد فسار بناس من اليحمد منهم طغام لا يعرفون حقا من باطل, ومنهم من يتحرى الحق ويظن أن الأمر يؤتى من جهته , فساروا بأخلاط الناس والرعاع سراعا إلى الفتنة ينساقون لسائقهم , وينقادون لقائدهم , لا يسألون عن الحق ولا ينكرون الباطل , إلى أن بلغوا أزكي فأخذوا فيما بلغنا حبا كان جمعه والي أزكي ووالي مطي من الصدقة فيما ذكر لنا فأنفقوه على جيشهم.
قال ثم ساروا حتى نزلوا فرق قريبا من عسكر الإمام بمقدار فرسخ أو نحو ذلك ثم أمر بهم الأعراب وأهل الجفا وأصحاب الحنات وأكثر الناس يسرعون إلى الفتنة , وفيهم ناس من ضعاف الناس , قال فلما خذل الصلت واجتمع عليه أخلاط الناس إلا بقية بقيت معه في العسكر وهم الأقل خرج الصلت من دار الإمامة فتنحى عنها إلى منزل قريب منها , وظن من بقي من المسلمين أن موسى لا يعجل وإنه سيأتي إلى موضع الإمامة ويجمع المسلمين ويشاورهم في الأمر , وينظرون في حدث الصلت ويحتجون عليه , فإن كانت له ذنوب وقفوه عليها وسألوه على ما اعتزل وتبرأ من الإمامة أمن ضعف أم من إصرار على ذنب أم تحول من دار إلى دار انتظارا منه لرأي المسلمين.
قال فلم يفعل موسى شيئا من هذا حتى أرسل إلى راشد بن النظر فبايعه على غير مشورة من المسلمين , وما حضره يومئذ أحد ممن يثق هو به لفتيا مسألة إلا من شاء الله , وقد كان فيما بلغنا بعضهم كارها لفعله مشيرا بغيرها ما فعل , ولكن غلبتهم الكثرة , وكان قد ساعد موسى فيما بلغنا فهم بن وارث وعبدالله بن سعيد وهما غير أمينين ولا رشيدين , فأما فهم بن وارث فقد كان ابنه أحدث حدثا اتهم انه كابر جارية بكرا على نفسها حتى استجارت منه فيما ذكر لنا بعلامة منه فامتنع وما تعوطى منه حقا فيما بلغنا , قال وأما عبدالله بن سعيد فسفيه جاف قريب من الفتنة جاهل بالسنة وهو رئيس معهم كبير.
Page 181