Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
ولما يجتمع عليه رأي المسلمين؛ فيقول ويرسل إلى أنا لا أنظر إلى قول فلان؛ ولا أرضي إلا أن تنزل إلى قولي ورأي عدله؛ فلم أر ذلك من الحق؛ ثم حشد وسار إلينا بمن أجابه , وكتب إلى من شاء الله من المسلمين حضر من حضر؛ وزحف القوم إلينا وتقارب بعضهم من بعض؛ فأمرت الشراة ومن كان على هذا الفئ بالشخوص ومنع العسكر , وأن يجاهدوا على الدولة , فكرهوا فأمرتهم بالتقدم فتأخروا ولم يصلوا؛ فكتبت إلى عمر بن محمد القاضي بالخروج إلى وخرجت إليه فلم يخرج؛ وصرت أنا في حد من عرفت من الضعف , وخفت أن يصل القوم ويدخلوا العسكر , وتلقاهم رجال فيقع الحرب وسفك دم؛ وأنا في البيت بلا حجة ولا أمر يكون في إظهار الأمر , فخفت سفك دماء الناس فرأيت أن تحولت إلى منزل ولدي بلا ترك للإمامة ولا بخلع لها ولا لما طوقني الله من هذه الأمانة , فأمرت بحفظ مال المسلمين وحفظ السجنين , وأمرت عزان ابن تميم بالقيام في ذلك؛ فلما بلغ القوم ذلك دخلوا؛ وزعم موسى أنه قد عقد للإمام برأيه وكسروا بيت مال المسلمين ونهبوه وأذهبوه وأطعموه في هذه الدولة عدوها , وفعلوا ما لم يرض الله به وما اختلعت وما تبريت , قال هذا ما أخذنا من كتاب الصلت بن مالك ولم أكتب لكم الكتاب كله لطول الكلام.
قال: ولما اعتزل الصلت بن مالك اغتنم موسى بن موسى وعقد لراشد إمام قبل أن يدخل نزوى ويسأل الصلت عن اعتزاله ويحتج عليه فيه عن خوف اعتزل أو عن ضعف عن القيام بحق ما طوقه الله؛ أو امتناع بحدث لزمه منه الحق إن كان موسى يدعي عليه ذلك , ولا سأله حجة ولا عرض عليه التوبة؛ ولا سمى له مكفرة؛ ولكنه عقد على راشد إماما على أهل عمان بالغلبة والجبرية وقعد قاضيا له طلبا الملك والدنيا , فوطئ موسى وراشد ومن أثر الصلت ابن مالك وولوا ولاته وأنفذوا أحكامه كأنه ميت , ولا نعرف هذا من سير المسلمين.
Page 176