Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
وقال أبو المؤثر وأنا أحفظ هذا عنه أن الصلت بن مالك قد خرج من الإمامة واعتزل ورد الخاتم؛ ولكن راشد لم يقم بعقده إلا موسى وحده , قال فانظر كيف كان موسى جليلا عنده , فقال له والدي فنرسل إليه محمد بن المنذر فاستضعفته , فقال له أسيد بن المنذر فقال نعم ورآه موضعا للعقد؛ قال فهذا الذي أحفظه واستيقن عليه منه , قال ثم كان من بعد ذلك مخالطا لراشد ما شاء الله ثم وقع سبب لعله عتب فيه على أبي علي وجرت الأعتاب بينهم .
وقال محمد بن جعفر أما بعد رفع إلى المسلمين أن الغائب والضعيف والجافي العنيف يسألون كيف جاز لموسى أن يولي راشدا قال فما كان عندنا فيه ارتياب ولا أن يسك فيه ذوو الألباب , قال فأما الصلت فإنه ضعف وصار إلى حد العجز عن حمايته وعزل نفسه وتبرأ إلى المسلمين من إمامته , وكان اعتزاله شاهرا ظاهرا ووضحت براءته من الإمامة بالبينة العادلة عندنا , قال فلما اعتزل ولى المسلمون راشد بن النظر وبعث الصلت بن مالك إليه بخاتم الإمامة ومفاتيح الخزانة , ولم يعارضه في شيء وهو في جواره قريبا من سنة إلى أن مات , وليس يذهب عليكم ما كان له من الأعوان والإجابة والقدرة من أهل عمان ولو كان مقهورا أو أراد القتال , قال وعندنا أن موسى كان يريد عز الدين وصلاح المسلمين والذي عرفناه من رأيه وعزمه في آخر عمره أن كان يريد اجتماع أهل العلم والرأي الموثوق بهم حتى ينظروا أمر الصلت بن مالك وراشد وعزان , فحيث كان الحق تبعه وأنه راجع إلى الحق في ذلك وإلى رأي المسلمون , قال وقد كان موسى كتب إلى من كتب إليه من أهل سلوت في آخر أيامه إن الله وله الحمد قد أخذ على القوام بأمره ميثاقا بلغنا إلى ذلك وأطاقنا ولا عز لنا عند الله إلا بإبلاغ العذر فيما ألزمنا وطوقنا؛ ونرجو أن يشهد الله لنا أنا لم نقم في شيء مما قمنا فيه لطلب فتنة ولا لحنة.
Page 170