Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
وقيل إن نسوه من أهل الجلندي خرجن هاربات على وجوههن إلى الصحراء فلبثن بها ما شاء الله واحتجن إلى الطعام والشراب ومعهن أمة فانطلقت الأمة إلى القرية في الليل تلتمس لهن طعاما وشرابا فلما وصلت وجدت شيئا من السويق وسقاء من أسقية اللبن وكسر أناء فعمدت إلى الفلج فحملت في سقائها من الماء , وأبصرها رجل من السرية , فتوجهت الأمة إلى النسوة بذلك السويق والماء , فأدركها الرجل فعمد إلى السويق فأخذه فصبه في الرمل وعمد إلى الماء فراقه ثم انصرف عنهن وخلى النسوة بضرهن.
قال أبو الحواري: فلم يقل لنا أحد أن أبا مروان أمر بذلك ولا نهى عنه قال ولعله قد نهي عنه ولم يسمع , قال ثم بلغنا أن الإمام بعد ذلك بعث رجلين إلى توام إلى القوم الذين احترقت منازلهم إلى الإنصاف ويعطونهم ما وجب لهم من الحق والله أعلم.
وفي زمانه وقع الكلام بعمان في خلق القرآن وهي مسألة جئ بها من البصرة فانتشر الكلام فيها وعظمت بها البلية في عمان وغيرها , وسببها شبهة ألقاها إلى أهل الحديث في البصرة أبو شاكر الديصاني وكان ممن يقول بقدم الأشياء , فحسد المسلمين على حسن الحال الذي رآه فيهم فأظهر الزهد والتقشف , ثم ألقى إليهم أن القرآن قديم ليس بمخلوق فقبلها قوم وأنكرها آخرون وانتشرت في الآفاق وتكلم فيها علماء الأمطار.
Page 129