ودخلت منة ثمان وثمانين وستمائة:
فيها توجه الساطان إلى الشام المحروس لقصد طرابلس، وذلك أن أهلها نقضوا الصلح ما أحدثوا من الفساد والتعرض إلى المسلمين الذين فى تلك البلاد فسار العماكر من الديار المصرية واستدعى الحيوش من الممالك الشامية وجمع الأمداد ورجال الحهاد ونازلها نزالا شديدا ، ودافع أهلها فلم يغن الدفاع ومانعوا فلم بجد الامتناع ، وصوبت إليهم المحانيق صواعقها وأبدت هم القواضب بوارقها وأمكنت منهم الحوادث بوايقهاوصابت عليهم حوادث السهام كصوب الغمام، وأخذ النقابون النقوب وانسربوا إليهافى السروب، وحم حماتها وكمد كماتها وشج شجعانها وفر فرسانها، وتسورتها امسا كر من أسوارها وأبراجها، ودخلت آفواجها من جميع فجاجها، وطلعت السناجق المنصورة على شرفاتها وتمكتت من جهاتها، ووضعت فى أهلها السيوف وحكمت فيهم الحتوف، وأخذوا فى السبى والهب، فسبوا كثيرا من النسوان والبنات والولدان ، وأسروا الرجال والغرسان ، ال و غنموا كثيرا من الأمتعة والأموال والأثاث ، وأبادوا من كان فيها من أهل الثبات، وأمر السلطان باخرابها فخربت وقوضت أسوارها وهدمت وعفيت آثارها وطمست ، وذلك فى الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ال وسمائه، واستراح المسلمون من أذيها واكتفوا شر مضرتها وحصل الاستبشار بهذا الفتح المشكور المتاح للسلطان الملك المنصور ومدحه (الشعراء:
Page 120