ودخلت سنه خمس وثمانين وستماية:
فيها جرد السلطان عسكرا صحبة الأمير حسام الدين طرنطاى المنصورى نائب السلطنة إلى الكرك، فسار إليها ونزل عليها بالمحانيق وآلات الحصار وحاصرها وقطع الميرة عنها وخلط الترهيب بشىء من الترغيب والشطاء بشىء من العطاء، فمال إليه أهلها ورجالها وقرب منه منالها وتسللت إليه حماعة منهم فبذل لهم النوال وأفاقهم حلاوة طعم المال فكلهم اليه مال ورأى المسعود نجم الدين خضر وأخوه سلامش أنهما قد بقيا وحدهما ال ولم يبق أحد عندهما ، فجنحا إلى السلم والإذعان، وسألا أمانا فضمن لهم الأمير حسام الدين الأمان والإحسان، وكاتب الأبواب الشريغة بذلك وسأل ارسال أحدمن خاصة السلطان ليحضر إليهما خاتم الأمان قال الراوى : فندبى فى إعادة الجواب وإنالة الطلاب، فوصلت إليهما وأعدت رسالته عليهما، فوثقت آمالهما ونزلا من وقتهما واجتمعا بالأمير حسام الدين، الوسلما الكرك إليه ، فرتب فيها الأمير عز الدين أيبك الموصلى فى نيابة السلطنة وكان نائيا بالشوبك ، وقد حضر عند منازلته الكرك. وأصبح المشار إليه فخلع على مقدمى الكرك ورجالها ومن حضر من أمراء العربان الذين بها، ال ورتب أمرها ورحل عائدا إلى الديار المصرية وولدا الملك الظاهر معهم مكرمين غاية الإكرام، محترمين نهاية الاحترام . ولما وصل بهما إلى الديار المصرية، ركب السلطان فى موكب كبير وتلقاهم عندما قاربوا القلعة وأقبل على المذكورين إقبالا جميلا وأحسن إليهما إحسانا جزيلا، ووصلهما بأجزل
Page 115