113

يقتلوهما وسحبوهما حى أهلكوهما، وباتوا ليلهم سارين فى الحاجر، وإذا هم مدبرون وهم يظتون أنهم مقبلون ، وكان ذلك دليلا على ادبارهم وتعجيل ال مارهم، فإن دليلهم تاه بهم تلك الليلة ، وإذا لم يكن حول من الله تعالى فما تفي الحيلة، فأسفر صباحهم وظنوا أنهم قطعوا المسافة وأمنوا المخافة فوجدوا الطراثة قبالتهم فزادت حيرتهم وعميت أبصارهم ويصير تهم وبينا هم على ذلك ظهر لهم سواد القوم مع بياض اليوم: فلم يبق لهم فسحة فى المسير ولا وجه للتدبير:، وأدركهم الطالبون بالثأر المطالبون بالأوتار، فوقفوا للقتال وتقدهواللنزال. فجاءهم أولئك بقلوب قريحة وأكباد بالحتق جريحة ، فحملوا عليهم وحمكوا الصوارم فيهم . وكان بيدرا لما عايهم أطلق بيسرى وبكتمر السلاحدار من الوثق وأمطاهم صهوات العتاق ليتكثر بهما ويتقوى بمساعدتهما فانحازا إلى الفثة الأخرى ، ورأيا أنها بالمناصرة أحق وأحرى ./ فلما صده وا بيدرا وجماعتهم كسروهم كسرة صادعة وحطموهم حطمة راجعة رادعة، فتزقوا وتبددوا وتفرقوا وتشردوا، وقتل بيدرا فى المعركة وشجل الله له المهلكة قبل المملكة : وقطع رأسه وحمل إلى القاهرة وطيف به فى الأسواق نكالا من الله بما اجترمه من كفران الصنيع وارتكبه من الأمر الفتليع. وتفرق الأمراء الذين معه كل واحد إلى جهة لا يعرفون كيف يتوجهون ولا إلى أى ملجأ باجؤون، فنهم من فهب إلى بعض الضياع ومنها أخذ وغالته يد الضياع ، ومنهم من استرق الزروع وألجأه الجوع إلى الرجوع، ال ومنهم من دخل القاهرة متنكرأ وبى فى أمره متحيرا. ولم يبق لجمعهم أثر ولا أحد يخبر عنه بخبر . وأما الأمراء المنتصرون ، وهم زين الدين كتبفا ومن معه، فإنهم جدوا السير وخفوا حفوق الطير حى جاموا الجيزة. وكان علم الدين الشجاعى مقيمأ فى القاعة تركه السلطان بها تاثبا فى هذه الدفعة . فلما أتاه الخبر الأول، جمع الشخاتيروالمراكب ومنعها التعدية بالناس، فأرسلوا إليه يعرفونه الحال ويخبرونه بما نال أولئك المتعدين من النكال، فأرسل إليهم المعادى لوقته، فعيروها وطلعوا القلعة فى السادس عشر من

Page 137