﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾
[الفرقان: ٥٩، والسجدة: ٤] .
وكلم موسى تكليما، وتجلى للجبل فجعله دكا. لا يماثله شيء من الأشياء في شيء من صفاته.
فليس كعلمه علم أحد، ولا كقدرته قدرة أحد، ولا كرحمته رحمة أحد، ولا كاستوائه استواء أحد، ولا كسمعه وبصره سمع أحد ولا بصره، ولا كتكليمه تكليم أحد، ولا كتجليه تجلي أحد.
بل نعتقد أن الله -جل اسمه- في عظمته وكبريائه، وحسن أسمائه، وعلو صفاته، لا يشبه شيئا من مخلوقاته، وأن ما جاء من الصفات مما أطلقه الشرع على الخالق وعلى المخلوق فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي، إذ صفات القديم بخلاف صفات المخلوق، فكما أن ذاته لا تشبه الذوات فكذلك صفاته لا تشبه الصفات، وليس بين صفاته وصفات خلقه إلا موافقة اللفظ، والله -سبحانه- قد أخبر أن في الجنة لحما، ولبنا، وعسلا، وماء، وحريرا، وذهبا. وقد قال ابن عباس: «ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء» .
فإذا كانت المخلوقات الغائبة ليست مثل هذه الموجودة، مع
1 / 27