وقال محمد بن الحسن: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله ﷺ في صفة الرب ﷿ من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي ﷺ، وفارق الجماعة كلهم، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة؛ لأنه وصفه بصفة "لا شيء".
وقال محمد أيضا في الأحاديث التي جاءت «إن الله يهبط إلى السماء الدنيا»، ونحو هذه الأحاديث: قد رواها الثقات، فنحن نؤمن بها ولا نفسرها. ذكر ذلك عنه أبو القاسم اللالكائي.
وقال سفيان بن عيينة، وقد سئل عن حديث «إن الله يحمل السماوات على أصبع»، وحديث «القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن»، فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف.
وذكر ابن أبي حاتم بإسناده، عن الأصمعي، قال: قدمت امرأة جهم، فقال رجل عندها: الله على عرشه، فقالت: محدود على محدود،
1 / 80