Tuhaf
التحف شرح الزلف
Genres
إلى قوله: أتدرون لم دعوتكم؟ قلت: لا، قال: أردت أن أهدم بيوتكم، وأروع قلوبكم، وأعقر نخلكم، وأترككم بالسراة لا يقربكم أحد من أهل الحجاز وأهل العراق.
إلى قوله: إن سليمان أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك النسل، قال: فتبسم، وقال: أعد علي، فأعدت، فقال: مثلك فليكن زعيم القوم وقد عفوت عنكم، ووهبت لكم جرم أهل البصرة، حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قلت: حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((صلة الرحم تعمر الديار وتطيل الأعمار وإن كانوا كفارا))، فقال: ليس هذا، فقلت: حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((الأرحام معلقة بالعرش تنادي: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني)) قال: ليس هذا، فقلت: حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله عز وجل يقول: ((أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته))، قال: ليس هذا الحديث، قلت: حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن ملكا من الملوك في الأرض كان بقي من عمره ثلاث سنين، فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة)) فقال: هذا الحديث أردت.
ولما أصابه السهم اعتنق فرسه، وأطاف به أصحابه كالسور الحديد، فقتل حوله أربعمائة، فيهم بشير الرحال عالم المعتزلة وعابدهم.
قال في الشافي: ولقد قيل لبشير الرحال: لم خرجت على أبي جعفر؟ قال: أدخلني ذات يوم بعض البيوت، فنظرت إلى عبدالله بن الحسن مسمورا بالمسامير إلى الحائط، فخررت مغشيا علي إعظاما لما رأيت، وأعطيت الله عهدا لا يختلف عليه سيفان إلا كنت مع الذي عليه.
Page 100