صلب له شيم أقواله نعم .... أفعاله كرم يرتاح إن طلبا
يعطي الجزيل ولا يرضى القليل ولا .... يجفو الخليل لذنب جد أو لعبا
لما بدا ابن رسول الله منصلتا .... يوم العروبة في خولان إذ ركبا
تحفه عصب ضاقت بها عصب .... من حولها عصب تتلو بها عصبا
رجال سعد بن سعد والربيعة إذ .... أتوا إليه جميعا جحفلا لجبا
كأنه اليم إذ جاشت غواربه .... إذا تلاطم موج البحر وارتكبا
أو كالعريض إذا التفت سحائبه .... وطبق الأرض والآفاق وانسكبا
راق العيون وسر المسلمون به .... وساء من عاند الإسلام فاكتأبا
ومنها:
على شفا جرف هار مواقفهم .... لا يستطيعون من إشعاعها هربا
حتى تداركهم منها فأنقذهم .... رب بجدك منها أنقذ العربا
فألف الله بالإحسان بينهما .... بيمنكم فأماط الحرب واصطحبا
تلك الصنائع عند العالمين لكم .... لا يعدلون بها الأوراق والذهبا
فأنتم رحمة فينا لأولنا .... وآخرينا وهذا الشكر قد وجبا
انتهى، ولله دره ما أعذب ألفاظها، وأطيب نشرها، وأصدق معناه، ((إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر حكما))، أخرجه بهذا اللفظ أحمد في مسنده، وأبو داود عن ابن عباس، كما في الجامع الصغير.
وأخرج أبو داود من حديث بريدة: ((إن من البيان سحرا، وإن من العلم جهلا، وإن من الشعر حكما، وإن من القول عيا)).
Page 220