وعن سمرة رفعه: (الحمى قطعة من النار فأبردوها بالماء).
(وكان عليه الصلاة والسلام إذا حم دعا بقربة فأفرغها على رأسه فاغتسل) رواه الحسن، عن سمرة.
وروت عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم في مرضه: صبوا علي سبع قرب من ماء).
وعن رافع بن خديج رفعه: (إذا أصابت أحدكم الحمى فإنما الحمى قطعة من النار فليطفئها بالماء البارد) رواه ت.
وقال جالينوس: لو أن شابا سمينا سبح في الماء في الحر، لانتفع بذلك.
قلت: أجمع الأطباء أن الماء أنفع شراب للمحمومين حمى حادة، لشدة لطافته وسرعة نفوذه وخفته على الطبع، وقد يحتاج الماء في بعض الأحوال إلى ما يقوي تبريده، فيضاف إليه الثلج أو إلى تقوية تنفيذه فيضاف إليه الخل، أو إلى ما يرطبه، ويوصله إلى متون الأعضاء فيضاف إليه السكر.
وقد يصلح الخل بالسكر والسكر بالخل، ويسمى شراب السكنجبين، وهو أنفع شراب للحمى المادية لتقطيعه وتفتيحه، وذلك أن الحمى أجناس: منها حمى يوم وتزول في الغالب في يوم واحد وتمتد إلى ثلاثة أيام، فإن تعلقت بالأخلاط: سميت عفنية، وإن تعلقت بالأعضاء الأصلية: سمعت حمى دق، وربما كانت الحمى منضجة للأخلاط الغليظة، وقد تبرئ الفالج وتحلل القولنج وغير ذلك.
وعن أبي هريرة قال: (ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسبها رجل فقال: لا تسبها فإنها تنقي الذنوب كما تنقي النار خبث الحديد) ق.
Page 247