Thumma abṣarat al-ḥaqīqa
ثم أبصرت الحقيقة
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genres
أما الإمام علي فقد روى ابن إسحاق أنه جاء النبي ﵌ بعد إسلام خديجة ﵂، فوجدهما يصليان، فقال علي: ما هذا يا محمد؟ فقال النبي ﵌: (دين الله الذي اصطفاه لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وحده وإلى عبادته، وتكفر باللات والعزى)، فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به من قبل اليوم، فلست بقاض أمرًا حتى أحدّث أبا طالب، فكره رسول الله ﵌ أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: (يا علي، إذا لم تسلم فاكتم)، فمكث علي تلك الليلة، ثم إنّ الله أوقع في قلب علي الإسلام، فأصبح غاديًا إلى رسول الله ﵌، حتى جاءه فقال: ما عرضت عليّ يا محمد؟ فقال له رسول الله ﵌: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد، ففعل عليّ وأسلم (١).
والغريب أنّ الشيعة الإثني عشرية على غلوهم المعروف في الإمام علي قد رووا تردده ﵁ في قبول الإسلام أول مرة، وطلبه من الرسول ﵌ الإمهال قائلًا: (إنّ هذا مخالف دين أبي، وأنا أنظر فيه) (٢).
(١) أسد الغابة ١/ ٧٩٠ والبداية والنهاية ٣/ ٣٤
(٢) سعد السعود ص٢١٦ للعلامة الشيعي علي بن موسى بن طاووس الحسيني (المتوفى سنة ٦٦٤هـ).
وقد أثنى الحر العاملي في "أمل الآمل في علماء جبل عامل ٢/ ٢٠٥" على ابن طاووس بقوله: (حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضًا شاعرًا أدبيًا منشئًا بليغًا).
وقال السيد التفريشي في "نقد الرجال ٣/ ٣٠٣: (من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة ﵁.
1 / 189