Thirty Acts to Prolong Life
ثلاثون عملا تطيل في العمر
Publisher
دار المجد للنشر والتوزيع
Publisher Location
الإسكندرية - مصر
Genres
٣٠ عملا تُطيل في العُمر
أمير بن محمد المدري
غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين
Unknown page
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
يقول الله ﷿ في كتاب العزيز:
«وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا» [الفرقان:٦٢]
، وأقسم الله ﷿ بالزمن فقال: «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».
إن أوقاتنا هي أعمارنا، بها إما أن نُكتب به من الفائزين أو من الخاسرين، وذلك بحسب اغتنام العبد لعمره، ولذلك أقسم الله ﷾ بأجزاء اليوم بأول النهار وبآخر النهار والضحى والليل إذا سجى، والليل إذا
1 / 3
يغشى والنهار إذا تجلى، والفجر وليال عشر.
لماذا يقسم الله تعالى بالزمن؟.
يقسم ربنا بهذه الأوقات حتى نعلم قيمتها وحتى نصونها ونحفظها ولا نعمل فيها إلا خيرًا، فهذا العمر الذي تعيشه أيها العبد هو المزرعة التي تجنى ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخير وعملٍ صالح جنيت السعادة والفلاح وكنت من الذين يُنادى عليهم في الدار الآخرة
«كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ» ... [الحاقة:٢٤]
، وإن ضيعّته بالغفلات وزرعته بالمعاصي والمخالفات، ندمت يوم لا تنفعك الندامة وتمنيت
1 / 4
الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة فيقال لك:
«وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ» ... [فاطر:٣٧]
أي ألم نجعل لكم عمرًا فطول العمر حجة، ولقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة.
والمتأمل يجد أن حياتنا محدودةٌ ومعدودةٌ بسنواتٍ وأيام، بل بثوان ولحظات لا نستطيع أن نزيد فيها لحظة واحدة، فعمرنا قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر مئات السنين، كان أحدهم يعيش ١٠٠ سنة أو أكثر إلى ١٠٠٠ سنة، أما هذه الأمة فأعمارها كما قال نبيها ﷺ: (أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى
1 / 5
السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ) حديث حسن رواه الترمذي.
لو عاش المرء ٦٠ سنة، ٢٠ سنة منها نوم "بمعدل ٨ ساعات نوما يوميًا" ١٥ سنة "ما قبل البلوغ"، ٥ سنوات "أكل ووقت فراغ" = ٢٠ سنة. تبقي من العمر ٢٠ سنة تحتوي علي ساعات العمل بلا شك.
فبكم سنة عبادة خرجنا من دنيانا؟ حتى ولو حسبنا عمرنا كله عباده، ٦٠ سنة، يساوي ثلاث دقائق فقط إذا وزن بيوم القيامة "مائة ألف سنة".
أخي الحبيب:
لو عاش الإنسان ستين وكان يضيع في اليوم ساعة لأتى يوم القيامة وثلاث سنوات ليس فيها حسنة
1 / 6
واحدة وكذلك لو أضاع ساعتين ست سنوات فارغة وربما فيها سيئات نعوذ بالله من الخذلان.
كم في اليوم والليلة لله وكم للدنيا والنفس الحقيقة أنّ الصالح منا سيصلي الخمس الصلوات وذلك في ساعة مثلا ً وساعة أخرى إن قرأ قران أو صلى نوافل أو غير ذلك وبقي ٢٢ ساعة تذهب يوميا بين اتصالات وتنقلات وزيارات ولقاءات وترفيهات وأخبار وعمل وأكل وشرب ونوم وراحة ولهو.
لو عاش الإنسان سبعين عاما ساعتين لله في صلاة جماعة فالصلوات تأخذ ساعة وساعة أخرى لأعمال صالحة أخرى وبقي ٢٢ ساعة وهي تساوي من عمرك الافتراضي ٦٤ سنة، والساعتين أي ما معدله
1 / 7
٦ سنوات وهي التي بقيت لك من السبعين سنة.
إذًا لم يبق أمامنا أخي إلا أن نبحث عن أعمال شرعية نطيل بها أعمارنا، ونضاعف بها من حسناتنا في هذا العمر القصير الذي ضاع أكثره في الأمور الدنيوية.
هل العمر يطول فعلًا؟
جاء ذكر ذلك في حديث أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) متفق عليه.
وقد اختلفت آراء العلماء حول مفهوم إطالة العمر:
فمنهم من يري أن هذه الإطالة حقيقية بالسنين والأيام ومنهم من يقول وهو الراجح هي البركة
1 / 8
في عمره والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ما يفيد، وزاد الإمام ابن تيمية بأن البركة في العمر: أن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الزمن.
ويقول صاحب روح المعاني "أراد صلى الله تعالى عليه وسلم إن تلك الطاعات تزيد في هذا العمر لما أنها تكون سببا للذكر الجميل وأكثر ما ورد ذلك في الصدقة وصلة الرحم وكونهما مما يترتب عليهما ثناء الناس مما لا شبهة فيه قيل: ولهذا لم يقل صلى الله تعالى عليه وسلم في ذلك إنه يزيد في الأجل.
1 / 9
أعمال تطيل في العمر وتزيد في الحسنات وترفع في الدرجات
فهيا معي أخي الحبيب لتعيش مع أعمال ووصايا تطيل في العمر وتزيد في الحسنات وهي كالتالي:
١ - احتسب الأجر من الله في كل عمل تعمله:
أحتسب الأجر في نومك وأكلك وشربك وعملك تؤجر عليه إن شاء الله - تعالى -.
النفقة على الأهل والأولاد يحتسبها له فيها، يقول ﷺ لسعد بن أبي وقاص: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تضعه في فيّ امرأتك) رواه البخاري.
1 / 10
حتى في إفشاء وردّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها المسلم طاعة لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، حتى عندما يأتي المسلم أهله له أجر.
قال ﷺ: «وفي بُضع أحدكم صدقة» أي فرجه، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! يقولون: يا رسول الله، جماع الرجل امرأته لذة ومتعة، أيكون له أجر وهو قصد المتعة والتلذذ؟! قال: «أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر؟!
1 / 11
فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) قال بعض السلف: "إن نوم المؤمن وأكله وشربه كل ذلك أعمال صالحة تجري عليه إذا أراد بها التقوي على طاعة الله.
٢ - صل رحمك:
من الإعمال التي تطيل في العمر وتزيد في الحسنات -صلة الرحم: فعن عبد الله بن مسعود ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ) صحيح الجامع، وقال ﷺ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري عن أبي هريرة ﵁ صلة الرحم التي من وصلها وصله. ومن قطعها
1 / 12
قطعه الله.
احذر أخي الحبيب من قطيعة الرحم فإنها سبب للعنة الله وعقابه يقول الله ﷿: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم» ويقول تعالى: «والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار».
عن أبي بكرة عن النبي قال: (ما من ذنب أحرى أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) سنن الترمذي: كتاب
1 / 13
صفة القيامة (٢٥١١) من حديث أبي بكرة ﵁ وهو في السلسلة الصحيحة (٩١٨).
عبد الله ابن مسعود كان جالسا بعد الصبح في حلقة فقال: (أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجّة دون قاطع رحم. وروي كذلك في الآثار (أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم، وأن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم.
وأدني درجة في صلة الرحم هو الصلة بالسلام من خلال الهاتف، قال ﷺ: (بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلاَمِ) صحيح الجامع عن ابن عباس ﵁.
1 / 14
٣ - حسِّن أخلاقك:
عن أبي الدرداء ﵁ أن النبي قال: «ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء» وإذا حسنت خلقك مع الناس حصلت على ثواب الصائم النهار، القائم الليل، لقوله ﷺ: (إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ الْقَائِمِ) صحيح سنن أبي داود عن عائشة ﵂.
ما منا من أحد إلا وهو يحب النبي ﷺ، وما منا من أحد إلا وهو طامع أن يكون من أحب الناس إليه، وما منا من أحد إلا وهو يرجو أن يكون من أقرب
1 / 15
الناس إليه مجلسًا يوم القيامة والوسيلة الى ذلك يقول: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»
٤ - أحسن الى جيرانك:
فعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: (صِلَةَ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَار) صحيح الجامع.
قوله ﷺ: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، وقوله: «خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره»، وقوله: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن
1 / 16
إلى جاره»، وقوله: «كم من جار متعلّق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب، هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه»، وقيل للنبي ﷺ: إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله: «لا خير فيها، هي من أهل النار»، قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان ولا تؤذي أحدًا، فقال رسول الله: «هي من أهل الجنة»
٥ - حافظ على صلاة الجماعة في المسجد:
وذلك بالمواظبة عليها جماعة مع الإمام في المسجد، لقوله ﷺ: (صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَرْدِ
1 / 17
بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَة) متفق عليه.
فلو توفي رجلان مثلا في عمر واحد، وأحدهما تعوَّد أن يصلي الفرائض في البيت بمفرده طوال حياته، والآخر يصليها جماعة في المسجد، لكان مجموع ثواب الرجل الثاني يزيد على ثواب الأول بسبع وعشرين مرة كأنما عاش ٢٧ مرة ضعف من يصليها في بيته ...
٦ - تطهر في بيتك واخرج للصلاة:
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال خروجك من بيتك متطهرا لأداء الصلاة المكتوبة في المسجد: لقوله ﷺ: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ) رواه أبو داود وصححه الألباني.
فالأولى بك أخي أن تخرج إلى المسجد متطهرًا من
1 / 18
بيتك، إلا لحاجة أو ضرورة.
٧ - حافظ على الصلاة في الصف الأول:
وتستطيع أن تطيل عمرك وتزيد في حسناتك من خلال الصلاة في الصف الأول: لقول العرباض بن سارية ﵁: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِ الْمُقَدَّمِ ثَلاَثًا، وَلِلثَّانِي مَرَّةً) رواه النسائي وابن ماجة، ولقوله ﷺ: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ) رواه أحمد بإسناد جيد.
٨ - أكثر من الصلاة في الحرمين الشريفين:
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين، خاصة أثناء الحج أو
1 / 19
العمرة، فالصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في أي مسجد آخر بمائة ألف صلاة كما أخبر بذلك النبي ﷺ.
ركعتان تؤديهما في المسجد الحرام لا تستغرقان منك دقائق معدودة، يضاعِفَانِ لك ثواب صلواتٍ من المفترض أن تؤديها في [٤٦] سنة تقريبا.
ولو صليت عشر ركعات في المسجد الحرام بمكة المكرمة لا يستغرق أداؤها ثُلثي ساعة، كُتب لك ثواب [مليون ركعة] تؤديها في بلدك.
٩ - صلي النوافل في بيتك:
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال حرصك على صلاة النوافل في بيتك قال رسول الله ﷺ: (صَلاَةُ الرَّجُلِ
1 / 20
تَطَوُّعًا حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ) صحيح الجامع، عن صهيب ﵁. وقال ﷺ: (أَفْضَلُ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ) متفق عليه.
١٠ - حافظ على صلاة العشاء والفجر في جماعة:
عن عثمان بن عفان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام الليل) البخاري ومسلم ..
عشاء لمدة سنة كأنما قام = ١٨٠ يوم.
عشاء + فجر لمدة سنة = ٣٦٠ يوم قيامًا.
1 / 21