Thimar Mujtanat
الثمار المجتناة
Genres
وأما النقلي: فإجماع من يعتد به من قدماء أهل البيت عليهم السلام فلم يؤثر عن أحد منهم جبر ولا تشبيه، وتصريحاتهم بالعدل مشهورة، وقد صرح صلى الله عليه وآله وسلم بنجاة متبعيهم في آثار كثيرة تواردت في معنى واحد فكان تواترا معنويا منها حديث الكساء وهو في الصحيح ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:((إني تارك فيكم ثقلين...)) الخبر، وهو في الصحيح أيضا، ومنها((أهل بيتي كسفينة نوح...))الخبر، ونظائرها كثيرة، وكفى بذلك دليلا على صحه اعتقادهم وأنه المرضي عند الله ثم إن عقيدتها أحوط للقطع بعدم الندم عليها في موضع القطع بهلكة المخطئ، وإن قدر الحق مع مخالفها إذ هو إما ملحد فواضح، أو مجبر فلا ندم على ما أجبرت عليه، ولا ثالث إذ المشبه والمثبت للرؤية مجبر غالبا، ولا قطع بهلكة المخطئ في عقيدة غير ذلك ما لم يرد ما علم من الدين ضرورة فيلحق بالملحدة لكفره فالفرقة الناجية حينئذ من دان باعتقادهم الديني من هذه الفرق المعتزلة وغيرهم، وهو العدل والتوحيد ولم يفارقهم بما يوجب الهلكة انتهى كلامه عليه السلام بلفظه.
قلت: ما ذكره عليه السلام هو الظاهر، اللهم إلا أن يفارقوهم عنادا، فيلزم أن يفسقوا لقوله تعالى: ?ويتبع غير سبيل المؤمنين?[النساء:115]وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
(331) ((من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)).
Page 130