Al-ḥukm min al-muʿāmalāt waʾl-mawārīth waʾl-nikāḥ waʾl-aṭʿima fī āyāt al-Qurʾān al-karīm
الحكم من المعاملات والمواريث والنكاح والأطعمة في آيات القرآن الكريم
Genres
فإنّ حرمان البنت والأخ للأمّ من الإرث جهل بأنّ صلة النسبة من جانب الأمّ مماثلة لصلة نسبة جانب الأب. فهذا ونحوه جهل، وحرمانهم الصغار من الميراث قساوة منهم فالله عليم بالمصالح حليم بأهل الجهل. (^١)
فعلى العبد المسلم أن يؤمن بهذه الأسماء والصفات حق الإيمان، فإن من مقتضى الإيمان مراقبة الله ﷿ العليم بما في الصدور.
ومن مقتضى الإيمان بها كذلك التوبة والاستغفار، فإذا أذنب العبد وعلم أن ربه حليم لا يعاجل العبد بالعقوبة دعاه ذلك إلى التوبة والاستغفار، وألا يتمادى في مخالفة أمر الله ومعصيته، فإن الله شديد العقاب لمن أصر وتمادى.
ومن لوازم الإيمان بهذه الصفات كذلك أن على العبد أن يحرص على نجاة نفسه بتعلم ما يفيده من أمور دينه وأن يحذر أن يضل بعد أن هداه الله وبيّن له ما ينفعه مما هو بحاجة إليه فقد قال تعالى في آية الكلالة في آخر سورة النساء: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٧٦)﴾ [النساء: ١٧٦]. والمعنى: يبين الله لكم أحكامه التي تحتاجون إليها لكي تهتدوا وتعملوا بأحكامه ولئلا تضلوا عن الصراط المستقيم والله بكل شيء عليم ويعلم حاجتكم إلى تعليمه وبيانه فيعلمكم ويبين لكم. (^٢)
وكذلك فإن من لوازم علم الله ﷾: قدرته فهو الذي خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم، وبهما تثبت ربوبية الله جل وعلا وألوهيته، وذلك يدعو العبد إلى أن يكون مطيعا للأوامر مجتنبا للنواهي منقادا لكل التكاليف. (^٣)
(^١) ﴿التحرير والتنوير (٣٤/ ٢٦٧).
(^٢) ﴿تيسير الكريم الرحمن. (ص ٢١٨).
(^٣) ﴿انظر: التفسير الكبير (١١/ ١٢٤).
1 / 79