ولو سلمنا بصحة هذا الخبر وأن الحسين ﵁ أخذ مال يزيد، فكيف له أن يطلب الذهاب إلى يزيد حينما فاوضه عمر بن سعد وهو قد أخذ ماله، ومما لا شك فيه أن هذا من كَذِبِ الرواة الذين يدَّعون حب الحسين ﵁ والدفاع عنه، فهم يكذبون عليه بدافع الولاء والمحبة ظاهرًا، والغلو والخبث باطنًا.
* لقاء الفرزدق بالحسين ﵁:
[٥٤]- (ثم سار حتى إذا انتهى إلى الصفاح (^١) لقيه هناك الفرزدق (^٢) الشاعر مقبلًا من العراق، يريد مكة، فسلم على الحسين.
فقال له الحسين: كيف خَلَفْتَ الناس بالعراق؟
قال: خلفتهم، وقلوبهم معك، وسيوفهم عليك، ثم ودعه) (^٣).
ذكر نحوًا منها: ابن سعد (^٤) مطولًا، وخليفة بن خياط (^٥)، والطبري (^٦) مختصرًا.
• نقد النص:
ولقاء الفرزدق بالحسين ﵁ لم أقف على من أورده بسند صحيح، وقد أورده ابن سعد بسند من طريق لبطة (^٧) بن الفرزدق عن أبيه، قال عنه المحقق: