232

Al-āthār al-wārida ʿan al-salaf fī al-ʿaqīda min khilāl kutub al-masāʾil al-marwiyya ʿan al-Imām Aḥmad

الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

Publisher

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Publisher Location

الرياض - اللملكة العربية السعودية

Genres

كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان (^١).

(^١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٩).
التعليق: هذه الآثار الواردة عن السلف تدل على إثبات صفة المعية لله تعالى، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة المطهرة وأقوال السلف الصالح على إثبات هذه الصفة، وأن الله مع خلقه بعلمه وهو مستو على عرشه.
فمن الكتاب العزيز: قوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المجادلة: ٧]. وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٣].
ومن السنة المطهرة: ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٩٥) والطبراني في المعجم الصغير (١/ ٣٣٤)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٩٣) عن عبد الله بن معاوية الغاضري ﵁: "أن رجلا قال: يا رسول الله ﷺ وما تزكية المرء نفسه؟ قال: أن يعلم أن الله معه حيثما كان". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٠٤٦).
وأخرج مسلم (٢٦٧٥) عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "يقول الله ﷿: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ... ".
ومن أقوال السلف الصالح ﵏: قال الإمام أبو عمر الطلمنكي: "وأجمع المسلمون من أهل السنة، على أن معنى ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته، مستويًا على =

1 / 240