The Surah Al-Waqi'a and Its Approach to Beliefs
سورة الواقعة ومنهجها فى العقائد
Publisher
دار التراث العربي
Edition Number
الثالثة-١٤١٨ هـ
Publication Year
١٩٨٨ م
Publisher Location
القاهرة
Genres
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الكتاب: سورة الواقعة ومنهجها في العقائد
(دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)
المؤلف: العلامة الشيخ / محمود غريب
الناشر: دار التراث العربي
الطبعة: الثالثة - ١٤١٨ هـ - ١٩٨٨ م - القاهرة
تنبيه:
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
جَزَى اللَّهُ كَاتِبَهُ وَمَنْ تَحَمَّلَ نَفَقَةَ الْكِتَابَةِ خَيرَ الجَزَاءِ وَأَوفَاهُ.
*************
لا تعرف الدنيا كتابا يحمل بين كل آية منه دليلا على نزوله من عند الله إلا القرآن. (المؤلف) .
Unknown page
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦) .
تقرير لجنة العلماء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عرضتُ أصولَ الكتاب على لجنة موقرة من علماء الأزهر الشريف بأوقاف المنطقة الجنوبية بسلطنة عمان.
وبعد قراءتهم لأصول الكتاب، وإبداء بعض الملاحظات القميِّة التي قمتُ بعلاجها، تكرمت اللجنة بهذا التقرير:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وسلام على النبي المصطفى، وبعد: فقد اطلعنا على كتاب سورة الواقعة ومنهجها في العقائد لفضيلة الشيخ محمود غريب - الطبعة الثانية - ولقد جاء الكتاب في وقت أحوج ما يكون الشباب المسلم إليه، لترسيخ العقيدة في نفوسهم، والكتاب يشرح السورة الكريمة، ويبين ما تهدف إليه.
ولقد بذل المؤلف الكثير من الجهد - مشكورًا - في تفنيد أراء المبطلين والرد على شبهة الملحدين، وسلك في ذلك مسلك حديثًا، في المحافظة على طابع الأسلوب القديم، وطرافة الموضوع.
وفضيلة المؤلف له باع طويل في التأليف، فقد ألَّفَ كثيرًا من الكتب المفيدة النافعة، بأسلوبٍ سهلٍ ممتنعٍ، ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نتوجه إلى الله ﷾ بأن يتقبل هذا العمل، وأن ينفع به البلاد والعباد
تحرير في ٢٧/٥ /١٩٨٣
السابع عشر من شعبان ١٤٠٣ هـ
رئيس اللجنة
فضيلة الشيخ / محمد محمود قاسم
مدير إدارة الدعوة الإسلامية بسوهاج
1 / 9
الجانب الموضوعى: الشيخ إسماعيل زمزم، واعظ أول القاهرة
والشيخ حامد أبوالسعود، واعظ أول الشرقية
الجانب الطبى: الدكتور سعيد المليجى
الجانب الزراعى: الخبير الزراى على حسن
الطبعة الثالثة راجعها الأستاذ محمد عطية سلمى
...
1 / 10
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وسلام على النبي المصطفى، أما بعد.
الإلحاد مولود غير شرعى في بلادنا
لأن بلادنا عرفت الحق، والخير، والجمال، منذ فجرالتاريخ وبنت حضارتها، وثقافتها على عقيدة الإيمان بالله وبالبعث للاجسام.
، والدارس للحضارات القديمة في بلادينا يدرك أن الجانب الروحي هو الطاقة التي حركت فكرة بناء المعابد الضخمة والأهرام السامقة فلما جاء الإسلام لم تجد بلادنا غربة فكرية في ما جاء به، فسارعت إليه فبلادنا سبقت العالم إلى معرفة الحضارات الروحية وأنتفعت بها وصارت مسيرتنا الإيمانية في ضوء القرآن الكريم فلما تقدمت العلوم المادية. ونحن نبارك تقدمها حاول خصوم الإيمان أن يسخروا بريق العلم الحديث في سلب بلادنا أعز خصائصها الإيمانية حاولوا أن يربطو في أزهان الشباب بين التقدم العلمي والإلحاد بحجة أن بلادهم شقت طريقها للحضارة يوم أن تحررت من الأديان، ونسي هؤلاء الأفاكون أن طبيعة الأديان تختلف
1 / 11
فبلادهم تقدمت يوم تحررت من استبداد الكنيسة وسياط رجالها على ظهور العلماء.
أما بلاد الإسلام، فقد تأخرت عن المسيره منذ أن هجرت دينها الذي كان عصمة أمرها، ومجمع كلماتها، فطبائع الأديان تختلف.
حاولوا إقناع الشباب أن هجر الشعور الديني، وما يتبعه من انطلاقة حيوانية، هو حتمية العصر، وهذه المغالطة، يفضحها شيء واحد، وهو أن الحقائق العلمية التي وصل بها رجل الفضاء الأمريكي إلى القمر، هي نفسها التي وصل بها رجل الفضاء الروسي، لأن الحقائق العلمية واحدة.
ومع ذلك فالكل من البلدين ثقافته الخاصة به، التي يؤمن بها، ويدافع عنها، مع أن كلا الثقافتين يخالف الأخرى، ويناقضه. فأي تعارض بين لون الثقافة، وبين التسابق العلمي، والحقائق العلمية؟!
ولماذا يطلب من المسلم وحده أن يتنازل عن دينه، ثمنا لمشاركته في التسابق العلمي؟
واضح أنها مؤامرة على الإسلام، ومحاولة لإذلال المسلمين.
في وسط هذا الصراع، أقول بكل سقة:
إن الدين الإسلامي سيبقى في حياة المسلم، وفي عقله، يربطه بأمجاد هذه الأمة، ويضئ له الطريق، وسوف لا يزيدنا الكشف العلمي، إلا اقتناعا بقرآننا وتعظيما لخالقنا، واعتزازًا بتراثنا المجيد.
وبين يدى القارئ الكريم دراسة علمية متواضعة حول (سورة الواقعة ومنهجها في العقائد) حاولت خلالها أن أدارس السورة الكريمة، في ضوء جميع الآيات المشتركة معها في الموضوع.. إيمانا منا بأن مجموع آيات القرآن المنتشرة في السور المختلفه إذا اجتمعت، يكمل بعضها بعضا ويفسره
1 / 12
كما وضحت فيها منهج القرآن في التربية، والجدل، والمغيبات، والحقائق العلمية.
والله أسأل أن ينفع بها الشباب الباحث عن الحقيقة، أن يجعلها في صحيفة عملنا، إنه المستعان
المؤلف:
محمود غريب
ديوان البلاط السلطاني
بسلطنة عمان
1 / 13
الوحدة الموضوعية:
يعني هذا العنوان لونا جديدا من دراسة التفسير، هذا اللون، هو النظر إلى القرآن الكريم نظرة عامة، يبحث الدارس خلالها في كل آيات القرآن، ليستكمل الصورة الموضوعية.
وقد أكدت الدراسات المتتابعة، التي قام بها العلماء، أن مجموعة آيات القرآن الكريم في الموضوع الواحد يعطي صورة متكاملة للموضوع.
وهذا يفسر سر التكرر للمشاهد القرآنية.
وسور القرآن من ناحية (الوحدة موضوعية)
قسمان: قسم تعالج في السور أكثر من موضوع مع وجود وحدة الأسلوب، لا يستطيعها بشر.
لأن البشر إن أجاد الحديث في تخصص معين، فإن ذلك يقول دائما على حساب جهله بالتخصصات الأخرى، ومن يتحدث في كل تخصص، فهو أقدر الناس على أن يقول: لا شيء.
وقسم آخر تعالج في السور موضوعا واحدًا كسورة الواقعة، التي التزمت بموضوع البعث وما يؤيده من أدلة ومناقشات.
والآن مع السورة الكريمة، في دراسة موضوعية، والله الموفق.
1 / 14
منهج السورة الكريمة
تنقسم السورة الكريمة إلى مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة.
المقدمة:
من مطلع السورة إلى الآية رقم (٦) منها.
وتذكر هذه الآيات التغيير الذي سيحدث في الكون، عند قيام الساعة.
الفصل الأول: يقسم الناس إلى أقسام ثلاثة هم: المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.
ويبين جزاء كل فريق منهم، ويبدأ من الآية ٧ إلى الآية ٦٥.
الفصل الثاني:
يناقش المنكرين للبعث، ويلزمهم الحجة. ويستخدم في الجدال معهم، عناصر الطبيعة الواضحة: النطفة، الزرع، الماء، النار.
وهي أمور يدركها رجل البادية، وفي الوقت نفسه يقف الدارس أمامها عاجزا عن إدراك أسرارها، وهذا هو السر أن كتابا واحدا وهو القرآن يؤمن به العامة، ويحْتار الخواص في دراسته.
ويبدأ هذا الفصل الآية (٥٧) وينتهي بالآية (٧٤) الفصل الثالث:
يتحدث عن نزول القرآن الكريم من عند الله تعالى ويربط بين الكون والقرآن،
1 / 15
لأن الكون قرآن منثور، والقرآن كونٌ منظوم، وكلاهما يهدى إلى الله.
وثبات نزول القرآن هنا يؤكد هدف السورة وهو الإيمان بالبعث، وهذا الفصل من الآية ٥٧ إلى الآية كنين ٨٣.
الخاتمة:
ثم تأتى الخاتمة وهى ترد العجز على الصدر، وتقسم الناس مرة ثانية إلى أقسام ثلاثة، لتؤكد ما جاء في صدر السورة الكريمة.
ثم تختم السورة بقوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) كأنها تقول: دع الجدل، وسبح باسم ربك العظيم.
هكذا تنسبك الآيات في السورة الكريمة انسباكا بارعًا. لتؤكد عظمة القرآن وإعجازه والله يقول الحق ويهدي وهو السبيل
1 / 16
المقدمة الكريمة
* حتمية الواقعة (عقليا)
* محكمة التاريخ عاجزة
* متى يبنون جنَّتَهم؟
* لمن هذه الجنة؟
* المسريحية ناقصة
* الضوابط. الضمير. التسامى.
* قانون العقوبات
* لا غنى عن هدى الله كما لا غنى عن رزقه.
1 / 17
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)
أطلق القرآن اسم الواقعة ضمن الأسماء التي أطلقها على يوم القيامة لأن حتمية وقوعها عقليه، واجتماعية، وأخلاقية، كما أنها حتمية دينية، وسوف أناقش هذه الجوانب في عمق وإيجاز.
الحتمية العقلية للقيامة:
لا خلاف بين العقلاء في أن المحسن والمسيء لا يستويان، لأن مكافأة المحسن، ومعاقبة المسيء، حتمية عقلية، تقرها الفطرة، ويسلم بها جميع العقلاء.
ونسأل: هل الدنيا من الناحية العقلية تعتبر دار عدل مطلق؟
الواقع: لا.. فنحن نرى كثيرا من المجرمين، ينجحون في ستر أفعالهم، فقد يصل بعضهم إلى التقدير والاحترام في الدنيا بينما يتموت المحسن، ولا ينال جزاء إحسانه (غالبا) ..
وقد تقيد الجرائم ضد مجهول أحيانا لعدم وصولنا إلى معرفة الفاعل..
إنَّ الدنيا ليست بدار عدل مطلق، لأن الجاني يموت، والمجني عليه يموت.. وإن اختلفت صور الموت وأسبابه.. المحسن يموت، المسيء يموت.. الظالم يموت، والمظلوم يموت..
فمتى يصدق قانون العدل المطلق الذي قلنا أنه حتمية عقلية؟
1 / 19
محكمة التاريخ:
قال الماديون: إن محكمة العدل المطلق هي (محكمة التاريخ) وما يترتب عليها من امتداح الأجيال للمحسن، ولعنها للمسيء. وهذا يكفي في الجزاء.
أقول: إن (محكمة التاريخ) قاصرة عن تحقيق العدل المطلق.
لأن التاريخ لا يحاكم إلا العظماء، والحكام.
فمن يحاكم بقية الناس؟!
وأسأل الماديين الملاحدة: هل يشعر الميت بمدح الناس له؟ أو بلعنهم إياه بعد موته؟
إن قالوا: لا، قلنا لهم: فما قيمة المحاكمة؟
قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي
وإن قالوا: إن الميت يشعر. فهم بذلك يهدمون نظريتهم، ويثبتون الحياة والشعور بعد الموت. (فمحكمة التاريخ) خرافة، وما أكثر الذين ظلمهم التاريخ.
جنة على الأرض:
قالوا: سنبني جنة على الأرض، نستغني بها عن جنة المؤمنين بالله.
تعجبت.. وقلت لهم. متى تبدأون البناء؟! إن كل شيء يسعد البشرية نباركة نحن المسلمين.
قالوا: إذا استطاع العلم أن ينتصر على الثلاثي المخيف: الفقر، والموت، والطبقية. فإنه بذلك سوف يبنى جنة على الأرض.. قلت لهم:
1 / 20
لا بأس بالقوم من طول ومن قصر ... أجسام البغال وأحلام العصافير
متى ينتصر العلم على الفقر؟..
أن المذاهب المادية، نجحت نجاحا عظيما في إفقار الأغنياء، ولكنها لم تنجح فيه إغناء الفقراء..
وأسألهم: متى ينتصر العلم على الموت؟
إن العلم حتى الآن لا يعرف لماذا نموت.
وكل النظريات العلمية التي حاولت معرفة سبب الموت، لم تسلم من الطعون.
وإذا كان العلم لم يعرف حتى الآن ما هي الروح، فكيف يمكنه العمل على بقاءها؟!
إن المشاهد في جميع أوساط العلم أن كل (مليون شخص) يموت منهم (مليون شخص) وهي النسبة نفسها التي كانت في العصر الحجري.
وطبيب أمراض القلب الذي سافر لإلقاء بحوثه القيمة، في سبب الموت (بالسكتة القلبية) مات في وسط المؤتمر (بالسكتة القلبية) .
فمتى ينتصر العلم على الموت، ليقيم للماديين الملاحدة جنة الخلود على الأرض؟ ومتى يتحرر هذا العالم من خداع الشعارات؟
لمن هذه الجنة؟
ولو فرضنا أنهم نجحوا في إقامة المجتمع السعيد، والجنة المزعومة على الأرض.. من سيدخل فيها؟ ومن سينعم بها؟
هل سيدخلها الذين عصرها، وحضروا حفل افتتاحها فقط؟
أم ستدخلها كل الأجيال التي عذبها الفقر، والموت، والطبقية؟ ولكن أعمارهم لم تمهلهم ليسعدوا بهذه الجنة المزعومة.
1 / 21
وهل من العدل المطلق أن تعذب آلاف الأجيال بلا مقابل ليسعد جيل واحد وهو الجيل الذي حضر حفل افتتاح هذه الجنة؟..
إنَّ الاستخفاف بالعقل الجمعي، ومحاولة تنمية خيالات المراهقين للاستفادة منهم وترويج شعارات (الخبز للجميع)، (إقامة المجتمع السعيد)، (العامل سيد المجتمع) وغيرها من الشعارات الجوفاء التي تتلاشى عند التنفيذ، هو الذي مكان للفكر المادي في بلاد الله، وسوف تصحوا هذه الشعوب على صوت الحقيقة فتخمدها سياط الجلادين.. فالسياط وحدها هي التي تحمي دعاة المادية وتحاول تثبيت أقدامهم.
وبعد.. إن (محكمة التاريخ) لا تيقم مجتمع العدل المطلق، وجنة الماديين أوهام، وأحلام يقظة، فأين يتحقق العدل المطلق؟
احتمالات ثلاثة:
هناك احتمالات ثلاثة أذكرها بعد ضرب مثال بسيط..
لو شاهدنا مسرحية بوليسية ورأينا أن مجرما استطاع أن يقهر الناس، ويستولي على أموالهم، ويسفك دماءهم، ثم أُسدِل الستارُ على هذا المجرم، قبل أن يقع في يد العدالة.. فماذا يكون تفسيرنا لهذه المسرحية؟
لا شك أن أي تفسير لا يخرج عن واحد من ثلاثة:
١ - أن تكون هذه المسرحية هازلة تهدف إلى قتل الوقت فقط.
٢ - تكون مسرحية عابثة، تهدف إلى إشاعة الجريمة.
٣ - أن تكون المسرحية ناقصة، فينتظر المشاهدون فصلا آخر، ليعرفوا مصير المجرم، ويشاهدوا جزاءه.
1 / 22
الاحتمال الأول:
ذهب فلاسفة الغرب والشرق الملحد إلى الاحتمال الأول، وتصوروا أن الدنيا مسرحية هزلية.
وسبب هذا التصورت بأنها متكاملة، ولم يربطوا بينها وبين الآخرة.
ونحن المسلمون، نرفض هذا التصور، رفضًا مطلقًا، لأن إيماننا بكمال الله، يمنع من نسبة الهزل إليه سبحانه والقرآن الكريم قد وضح هذا الأمر، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (١٦) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
فهو سبحانه ليس لاعبا بخلق الكون. ولو أراد مدبر الكون أن يعبث حاش لله فلن يعبث بمشاعرنا. لأنه خلق البشر، وخلق لهم المشاعر، ليتعرفوا على كرمه، فيعبدوه حبًّا، ويقدسوه إجلالا.
(لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا)
أي من عندنا، بعيدا عن مشاعركم، ومصائركم، ولكن الله سبحانه منزه عن ذلك علوا كبيرًا، لذلك قال: (إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
والآية الكريمة ترد على دعوة الذين يتصورون الدنيا مسرحية هازلة، أو مسرحية الفصل الواحد.
الاحتمال الثاني:
هل يستوي الظالم والمظلوم؟
الدارس للقرآن الكريم، يدرك أن استواء الظالم والمظلوم في الموت ليس اتحادا لمصيرهم. لأن الموت بداية لمحكمة العدل المطلق، قال تعالى:
1 / 23
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وقال تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
إن استواء الناس في الموت ليس هدما لقاعدة العدل المطلق ولكنه بداية لها.
إنَّ الله الذي خلق الناس إله عادل.
وإذا كانت موازين الدنيا ترفع النخال فوق الدقيق، فإن الله لن يجعل فاعل الخير، وفاعل الشر على حدٍّ سواء في الحياة والموت.
إنَّ في السماء محكمة عأدلة: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
الاحتمال الثالث:
إن احتمال نقص المسرحية فصلا، يتحقق فيه الجزاء العادل، وهو أقرب الاحتمالات، قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)
وقال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
إن الدنيا مسرحية ناقصة.. والآخرة هى الفصل المتمم، والأمل المنتظر، والحقيقة الواقعة.
السلوك والضوابط:
سلوك الناس بحاجة إلى ضوابط، تحفظ عليهم عفتهم وإنسانيتهم.
1 / 24
ولو درسنا سلوك الحيوان، لوجدنا أن الله سبحانه خلق له صمامات عضوية تحدد الحاجة، والإشباع. فأنثى الحيوان تستغنى عن الذكر بمجرد حدوث الحمل.
أما الإنسان فقد خلا تكوينه العضوي من مثل هذه الصمامات فلا بد من ضوابط عقلية، ومعنوية، وإلا كان الإنسان أحط درجة من الحيوان..
فما هى هذه الضوابط؟
هل يترك لنداء الضمير؟
أو يحاول التسامي الفلسفى؟
أو نتركه لقانون العقوبات؟
وسوف نناقش هذه الأمور الثلاثة في إيجاز..
الضمير البشري:
عرف الإسلام الضمير البشري، وقدر رسالته، في حياة الإنسان وأطلق عليه القرآن: (بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
وبلغ من شرفها، أن الله سبحانه أقسم بها في القرآن الكريم، قال تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
ولكن الذي يعنينى هنا، هل يكفي الضمير البشري في زجر الإنسان؟ وهل يغني الضمير عن عقيدة البعث؟
قلت في كتابى (هذا نبيك يا ولدي) ص ٢٣ ط ٢: إن الدعوة إلى إحلال الضمير الأخلاقي، محل عقيدة البعث، فكرة ابتدعها علماء الاجتماع في أوروبا عندما ثارت أوروبا على الكنيسة، ورجالها، ولاحظوا أن الشباب ينطلق بلا ضوابط وأن مستقبله في خطر.
ولكن الضمير الأخلاقي مع أهميته لا يعني أبدا أن نستغني عن الآخرة، لأن الضمير الأخلاقي يتأثر في تكوينه بالبيئة التي يتربى فيها
1 / 25
كما يتأثر بلون الثقافة التي يلم بها صاحبه والمذهب الاقتصادي والاجتماعي الذي ينتمي إليه.
فالمسلم يتمزق من الأسى، عندما يتذكر لحظة ضعف في شبابه شرب فيها كأسا من الخمر بينما يشعر غيره بنشوة عندما يتذكر مثل هذا اليوم. لأنه تربى في مجتمع يبيح الخمر وكم يرتاح المسلم عندما يقسم تركة ميت، حسب الشريعة الإسلامية الغراء بينما يثور الشيوعي لمثل هذا العمل، لأنه يرى ذلك تفتيتًا للتركة، ويجهل هذا المادي أن الإسلام عندما حكم بتقسيم التركة وتفتيتها، أراد من كل وارث أن يستأنف العمل، لإعادة تكوينها، والأمم تبنيها الأيدي العاملة.
فالضمير البشري مع أهميته في حياتنا لا يغني عن رسالات الله، وعقيدة البعث.
وقد سيطرت فكرة الاكتفاء بالضمير الأخلاقي في العديد من مجالات التنمية حتى تسربت إلى الكثير من المساجد، فعشنا سنين طوال، لا نكاد نسمع ذكر الجنة والنار، في المواعظ والخطب، فقد قال لي أحد أساتذة الدين الإسلامي، بالجامعات العربية: أنه ناقش رسالة علمية في العقائد، فلم يجد فيها ذكرا للجنة والنار، وقد انعكس هذا الإهمال المتعمد على سلوك الكثير من المسلمين.. الذين نظموا أعمالهم في الدنيا بمعزل عن عقيدة الآخرة..
وعلي كل مصلح أن يعيد النظر فيما يقدم للشباب.
التسامي الفلسفي:
دعوة جديدة يُراد إحلالها محل عقيدة الآخرة، وأول ما يوجه لها من نقض أنها دعوة خاصة، فليس كل الناس فلاسفة. وقضية الحاجة إلى الضوابط السلوكية، قضية عامة.
من ناحية أخرى فنحن نرى نتائج الفلسفة المعاصرة أضل أتباعه وما هدي..
1 / 26
إن العالم حائر. وما زادته المبادئ الأرضية إلا بُعدًا. لقد عجزت هذه المبادئ عن جمع أهل البيت الواحد على فكرة واحدة فكيف تجمع هذه المبادئ العالم الممزق وتوحد كلمته؟!
وأي الفلسفات المعاصرة يمكنها أن تضبط سلوك البشر؟
الشيوعية: ذئب يلبس ثوب حمل، فإذا دخل القطيع فعل به ما يريد، ولولا الجلادون من الحكام لماتت في المهد.
الوجودية. إثارة للأنية الفردية، وسلب لبقايا الفضيلة الدرونية: تفسير للنشأة بغير دليل.
والذين يدافعون عنها يعلمون ذلك، ولكنهم يؤمنون بها، لأن البديل الوحيد عنها هو الإيمان بالله خالقًا، وهم يكرهون الإيمان بالله.
الفرويدية: استقراء ناقص، درس فرويد بعض الشواذ، والمرضى، ثم وضع نظرية عامة روجها الإعلام العالمي، ليمكن للصهيونية في الأرض.
ولست بصدد تتبع هذه الفلسفات، فالدارس لها لا يختلف معي في أن نتاجها، أضل العالم، وما هدي.
فكيف يطلب منها وضع ضوابط سلوكية، يستغنى بها الناس عن عقيدة البعث والجزاء.
قانون العقوبات:
قانون العقوبات عاجز أيضا عن سَدِّ فراغ النفس، إذا خلت من الإيمان بالآخرة.. فالقانون يطبقه الحكام على الرعية، فأيُّ شيء يمنع الحاكم من فعل ما يريد؟
القانون وإن كان حازما فإنه لا يحاسب، ولا يعاقب، إلا من وقع تحت طائلته. بينما نرى كثير من الذين يجرمون، يجيدون خداع القانون، والإفلات من عقوبته.
والقانون يعاقب على الجرائم بعد وقوعها، أما عقيدة الإيمان فتعمل على منع الجرائم قبل وقوعها، فالحاجة إلى الإيمان اليوم
1 / 27
لا تقل عن حاجة الإنسانية إليه طوال التاريخ. ولم يغن عنه الضمير الأخلاقي، أو التسامي الفلسفي، أو قانون العقوبات شيئا.
إنَّ الناس بحاجة إلى هدى الله كحاجتهم إلى رزقه، وكل دعوة لإفراغ الدين من نفوس الناس، دعوة عاجزة، لأن التدين فطرة، والإيمان بالآخرة إيمان بالحقيقة المجردة..
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
1 / 28