52

The Story of Moses and Al-Khidr

قصة موسى والخضر

Genres

وجوب تقديم مشيئة الله على العمل قال له: ﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾ [الكهف:٦٧-٦٨] أي: كيف تصبر على ما لم يصل إليك علمه وخبره؟ قال له موسى بعدما رآه يتمنع: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ [الكهف:٦٩] هنا قدم المشيئة على ذكر الصبر ولم يذكرها مع نفي المعصية: ﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا﴾ [الكهف:٦٩] قال بعض العلماء: لما قدم المشيئة على الصبر صبر، ولما ترك ذكرها في المعصية اعترض على الخضر وعصى أمره وتركه. ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف:٢٣-٢٤] فيجب على الرجل قبل أن يبرم أمرًا أن يقدم مشيئة الله ﷿، فإن الله تعالى قدر كل شيء، فتقديم المشيئة أدب، فتقدم مشيئة الله على مشيئتك أنت، ولا يجوز أن تسوي بين مشيئة الله ومشيئتك، ومن باب أولى أن تقدمها عليها. وفي صحيح البخاري أن النبي ﵌ سمع رجلًا يقول له: ما شاء الله وشئت، فقال: (أجعلتني لله ندا؟! قل: ما شاء الله وحده أو ماشاء الله ثم شئت) .

5 / 11