18

The Stick - Among the Rare Manuscripts

العصا - ضمن نوادر المخطوطات

Investigator

عبد السلام هارون

Publisher

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م

Genres

وقال أيضًا: كم ذا التجني وكثرةُ العلل … لا تأمنوا من حوادث المللِ ولا تقولوا صبٌّ بنا كلفٌ … فأوّلُ اليأس آخر الأملِ ولستُ ممن يريد شقَّ عصًا … الذَّنبِ ذنبي والحب شفِّع لي (^١) هبوني أخطأت عامدًا فهبوا … خجلةَ عذري ما كان من زللي (^٢) وقال امرؤ القيس بن حجر الكندي: إذا ما لم تكنْ إبلٌ فمعزي … كأنَّ قرون جلتها العصيُّ فتملأ بيتنا أقطا وسمنًا … وحسبك من غنًى شبعٌ وريُّ أي كفاك. وكذلك حسبك الله، أي كفاك. العرب تقول: «طارت عصا بني فلان شفقا». وقال الأسدي: عصيُّ الشملِ من أسدٍ أراها … قد انصدعت كما انصدع الزُّجاجُ ويقال: «فلان شقَّ عصا المسلمين»، ولا يقال شق ثوبًا ولا غير ذلك مما يقع عليه اسم الشق (^٣). (ألقى العصا) يقال ألقى عصا التسيار، إذا أقام وترك السفر. وكأن العرب عنت بقولها «ألقى عصاه» أي وصل إلى بغيته ومراده، أو وطنه ومراده، وراحته، ومظنة استراحته. قال الأصمعي - واسمه عبد الملك بن قريب - قصيدة مدح بها جعفر بن يحيى البرمكي ورحل إليه فمات قبل أن يصل إليه، وذكر فيها العصا، وهي قصيدة طولى أنا مورد منها نبذة لأجل العصا، وهي: فخطَّت إليها مناقيلها … وألقت عصا السّفر السّفر (^٤)

(^١) في الديوان ٤٠: «يشفع لي». (^٢) في الأصل: «حجلة عذرى»، صوابه من الديوان. (^٣) الكلام من «العرب تقول» إلى هنا، مقتبس من البيان والتبين ٣: ٣٩ - ٤٠. (^٤) المناقيل: جمع منقل بفتح الميم وكسرها، وهو الخف، وزيادة الياء في مثل هذا الجمع جائز عند الكوفيين اطرادا. والسفر هنا: جمع سافر، وهو الذي خرج إلى السفر، مثل راكع وركع. ومع قياسيته لم أجده في المعاجم. وفي الأصل: «المسفر»، وأثبت ما في خ.

1 / 192