The Status of Imam Abu Hanifa in Hadith

Muhammad Abdul Rashid Al-Numani d. 1420 AH
140

The Status of Imam Abu Hanifa in Hadith

مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث

Publisher

مكتب المطبوعات الإسلامية

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤١٦ م

Publisher Location

حلب

Genres

فكيف يجترىء هذا المعترض، ويجوز عليهم أنهم تطابقوا على الاستناد إلى عامي جاهل لا يعرف أن البَاءَ تَجُرُّ ما بعدها، ولا يدري ما يخرج من رأسه من حديث رسول الله ﷺ؟ ما هذا إلا كلام عامي أو أعمى، يخبط من الجهل في ظلماء. وَهَبْكَ تَقُولُ هَذَا الصُّبْحَ لَيْلٌ ... أَيَعْمَى العَالِمُونَ عَنْ الضِّيَاءِ. وأمّا ما قدح به على الإمام أبي حنيفة من عدم العلم باللغة العربية فلا شك أن هذا كلام متحامل، متنكب عن سبيل المحامل، فقد كان الإمام أبو حنيفة من أهل اللسان القويمة واللغة الفصيحة. وَلَيْسَ بِنَحْوِيٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ ... وَلَكِنْ سَلِيقِيٌّ يَقُولُ فَيُعْرِبُ وذلك لأنه أدرك زمان العرب، واستقامة اللسان، فعاصر جريرًا والفرزدق، ورأى أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ مرتين، وقد توفي أنس بن مالك سَنَةَ ثلاث وتسعين من الهجرة، والظاهر أن أبا حنيفة ما رآه وهو في المهد، بل رآه بعد التمييز، يدل على ذلك أن أبا حنيفة كان من المعمرين، وتأخرت وفاته إلى سَنَةِ خمسين ومائة، وقد جاوز التسعين من العمر (١). وهذا يقتضي أنه بلغ الحُلُمَ وأدرك بعد موت رسول الله - صَلَّى اللهُ

(١) هذا على قول من قال إن مولد أبي حنيفة سَنَةَ إحدى وستين، والصحيح أنه ولد سَنَةَ ثمانين، وهذا لا يؤثر على استدلال ابن الوزير، بل يبقى صحيحًا على الحالين كما لا يخفى.

1 / 143