The Science of Rhetoric: Stylistics, Expression, and Meanings

Muhammad Ahmad Qasim d. Unknown
75

The Science of Rhetoric: Stylistics, Expression, and Meanings

علوم البلاغة «البديع والبيان والمعاني»

Publisher

المؤسسة الحديثة للكتاب

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٣ م

Publisher Location

طرابلس - لبنان

Genres

٢ - التورية المرشّحة: وهي التي ذكر فيها ما يلائم المورّى به، وهو أقوى درجات الإيهام في التورية لأنه يقوّي المعنى القريب فيخفي المعنى البعيد المقصود ويكون هذا الذكر: أ- قبل لفظ التورية: ومثالها قوله تعالى وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الذاريات: ٤٧. والتورية في (بأيد) لأنها تحتمل معنيين: - المعنى القريب: وهو الجارحة، اليد الحقيقية. وهذا المعنى مورّى به، وقد سبقت بلفظ (بنيناها) على جهة الترشيح وهو من لوازم اليد. - المعنى البعيد: قوّة الخالق وعظمته وهذا المعنى مورّى عنه، وهو المراد؛ لأن الخالق جل وعلا منزّه عن المعنى الأول. ومنها أيضا قول يحيى بن منصور (الطويل): فلما نأت عنّا العشيرة كلّها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدّهر فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر فالتورية في (الجفون) لاحتمال اللفظ معنيين هما: - المعنى القريب: وهو جفون العين الحقيقية، وهذا هو المعنى المورّى به، وقد سبقه لازم من لوازمه على جهة الترشيح. (أغضينا) لأن الإغضاء من لوازم العين. - المعنى البعيد: جفون السيوف (أغمادها)، وهو المعنى المورّى عنه. وهذا هو المعنى المراد لأن السّيف إذا أغمد انطبق الجفن عليه، وإذا جرّد انفتح.

1 / 78